2,4 مليار دولار هي حصيلة تعهدات قدمها المشاركون في مؤتمر المانحين لاغاثة الشعب السوري الذي استضافته الكويت أمس، ورأس فيه وفد المملكة، الدكتور ابراهيم العساف وزير المالية. وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمة ختامية للمؤتمر الذي كان يهدف الى جمع 6,5 مليارات دولار أنه "تم تقديم تعهدات بأكثر من 2,4 مليار دولار خلال المؤتمر". وأعلنت الكويت تقديم نصف مليار دولار "من القطاعين الحكومي والاهلي". وفي كلمته الافتتاحية، ناشد الشيخ صباح أمير الكويت دول العالم وكافة المنظمات العالمية سرعة تقديم المساعدة للسوريين. وقال ان الكويت اوفت بكامل تعهداتها في مؤتمر المانحين الاول حيث سددت 300 مليون دولار ليصل مجموع ما قدمته لاغاثة السوريين 430 مليون دولار. كما طالب الفرقاء في سورية الى أن يضعوا نصب أعينهم مصير وطنهم وسلامة شعبهم فوق أي اعتبار. وأكد الصباح أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية تاريخية وانسانية وقانونية تتطلب الوصول الى حل لحقن دماء السوريين الذين يتعرضون لكارثة انسانية. ودعا مجلس الامن الى ترك خلافاته جانبا والتركيز على الوضع الكارثي في سورية الذي توسعت آثاره ليس فى المنطقة بل في العالم كله. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تقديم بلاده 380 مليون دولار اضافية ليرتفع بذلك اجمالي مساعداتها الانسانية لسورية الى 1,7 مليار دولار. اما بريطانيا فقد تعهدت بتقديم 164 مليون دولار واليابان تبرعت ب120 مليون دولار مقابل 75 مليونا من النرويج. وتقدمت كل من المملكة والامارات وقطر بتعهدات متساوية اذ اعلنت كل من الدول الخليجية الثلاث تقديم 60 مليون دولار اضافية للبرامج الانسانية الخاصة باغاثة الشعب السوري، ليبلغ مجموع المساعدات السعودية للاجئين السوريين 448 مليون دولار. ويأتي مؤتمر المانحين في الكويت الذي رعته الاممالمتحدة قبل أسبوع من مؤتمر السلام المعروف باسم "جنيف 2"، وقد اعرب بان كي مون عن الامل في ان يفضي المؤتمر الى "وقف العنف" و"اقامة حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية". وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس عن الاستياء لعدم تمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى جميع المحتاجين في مناطق النزاع في سورية. وقالت في كلمتها في المؤتمر "إن الأممالمتحدة يصعب عليها الوصول إلى أكثر من 205 ملايين شخص هناك حيث تغيرت الحدود العسكرية وتكاثرت المجموعات على الأرض وارتفعت أعداد الحواجز وتم إغلاق الطرقات وجميع ذلك يعيق إيصال المساعدات الإنسانية." وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري للصحافيين انه سيجري اتصالا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في اطار الجهود التي يبذلها البلدان من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار في مناطق محددة. وقال كيري "لدي أمل بأننا سنتمكن من الحصول على التدابير اللازمة من النظام السوري لإرساء وقف إطلاق نار أياً كانت المناطق التي سيطبق فيها، لاسيما مع زيارة (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) الى موسكو في الأيام المقبلة". ولم تعلن المعارضة السورية بعد ما اذا كانت ستشارك في مؤتمر "جنيف 2"، فيما تدعم روسيا والمبعوث الاممي العربي الخاص لسورية الاخضر الابراهيمي مشاركة طهران في هذا المؤتمر مقابل رفض الولاياتالمتحدة لذلك حتى الآن. وفي كلمة امام مؤتمر المانحين في الكويت، قال بان كي مون "عندما اجتمعنا قبل سنة (في الكويت)، كان هناك اربعة ملايين سوري بحاجة الى مساعدة... بعد سنة من ذلك، نواجه أزمة إقليمية وأزمة إنسانية". واضاف "لقد غادر البلاد أكثر من ثلاثة ملايين نسمة... ونصف إجمالي الشعب السوري، ما يقارب 9,3 ملايين شخص، هم بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة". من جهتها، قالت منسقة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري اموس إن حوالي 245 الف سوري محاصرون في بلادهم ويواجهون ظروفاً بالغة الصعوبة بما في ذلك النقص في الغذاء. وقالت اموس "اشعر بالاستياء إزاء التقارير المتكررة عن اشخاص ينفد منهم الطعام في التجمعات السكانية المحاصرة، حيث يعيش حوالي 245 الف شخص. اطفال ونساء ورجال محاصرون وجائعون ومرضى... ويفقدون الامل في قدرة الاسرة الدولية على مساعدتهم". واعتبرت ان "الحصار بات سلاحاً حربياً مع وجود الآلاف محتجزين في قراهم وسط نقص في الامدادات والخدمات الاساسية". وناشد رئيس وزراء لبنان نجيب مقياتي المجتمع الدولي والدول العربية مد يد العون لبلاده. وقال إن الاقتصاد اللبناني تأثر كثيرا كونه اقتصاد خدمات نتيجة لانعكاسات الوضع السياسي الحالي والأزمة السورية الراهنة على المشهد اللبناني، ما تسبب في بطء النمو في الاقتصاد وخاصة القطاع السياحي. ودعا إلى إقامة مخيمات للاجئين داخل الأراضي السورية. وخلال اجتماع في الكويت، تعهدت منظمات غير حكومية بتقديم 400 مليون دولار للمساعدة في اغاثة المدنيين السوريين. وتعهدت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومقرها الكويت بتقديم 142 مليون دولار بينما تعهدت المنظمات الاخرى المشاركة في الاجتماع بالمبلغ المتبقي. وشارك في مؤتمر الكويت حوالي سبعين بلداً و24 منظمة دولية بمبادرة من الأممالمتحدة التي تسعى الى أكبر عملية تمويل في تاريخها لاغاثة وضع انساني ملح في سورية حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم. وتتوقع الاممالمتحدة ان يتجاوز عدد اللاجئين السوريين أربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014.