" روحي وأبنائي فداء لوالدنا خادم الحرمين -حفظه الله-، وله مايريد، ومنه نتعلم الكرم.." بهذه الكلمات البليغة عبر فرج المصلوخي العنزي والد قتيل "محافظة القريات" عما في قلبه من محبة وعرفان كبير للملك عبدالله عندما وصلته شفاعته رعاه الله للتنازل عن حقه في القصاص من قاتل ابنه وعتق رقبته بعد سنوات من الحادثة والتي كان فيها والد القتيل آنذاك رافضا كل مساع الصلح والعفو، إلا أنه قبل على الفور شفاعة الملك في القضية، وأعلن أمام صاحب السمو الملكي الأمير تركي عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالله بن عبدالعزيز عن عفوه عن قاتل ابنه وبدون مقابل أو شروط لوجه الله تعالى أولاً ثم استجابة وتقديراً لشفاعة خادم الحرمين ومساعي أبنائه. وعلى رغم ألمه بفقد ابنه وظروف قتله المؤثرة والتي روى تفاصيلها ل"الرياض" إلا أن كل ذلك لم يثنه عن قبول شفاعة الملك، إذ اعتبر"العنزي" موقفه بأنه أقل شيء ممكن أن يقدمه لخادم الحرمين ليشركه معه في الأجر والمثوبة. ويضيف والد القتيل قائلاً: القضية حدثت في شهر ذي القعدة من العام 1427ه في القريات نتيجة خلاف بين القاتل وابني (علي) حيث تفاجأنا بقدوم القاتل بعد الخلاف الى منزلنا حاملاً سكيناً ودخل المنزل وأصاب زوجتي بالسكين ثم سدد طعنة لابني توفي بعدها على الفور داخل الصالة فيما دخلت زوجتي العناية المركزة مدة 3 أشهر حتى شفاها الله. تركي بن عبدالله: المواقف تترجم تسامح وطيبة أبناء الوطن وعقيدتهم الصحيحة وعن تنازله عن حقه بالقصاص بعد هذه السنوات وهل واجه ضغوطاً في ذلك أكد العنزي انه رفض الكثير من طلبات العفو من كثيرين قدموا له طوال الفترة الماضية ولكن بعدما وصلته شفاعة خادم الحرمين حفظه الله لم يتردد في قبولها تقديراً له ولأبنائه الذين طلبوه في إشراك والد الجميع في أجر العفو موضحا ان قبوله شفاعة الملك هو أقل شيء ممكن أن يقدمه للملك عبدالله، حيث كان عفوه عن طيب خاطر وبدون أي شروط او مقابل. وكان صاحب السمو الملكي الامير تركي بن عبدالله نائب أمير الرياض، قد شهد وأخوه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالله، التنازل عن القصاص داخل قصر الملك عبدالله بالرياض، بحضور مسؤول لجنة شفاعة خادم الحرمين للعفو عن القصاص الشيخ ضاري بن مشعان الجربا، كما حضر التنازل من الجانب الآخر الشيخ سلطان بن سعود الأيداء، والشيخ فهد بن فارس بن طوالة، ومتعب بن سعود الأيداء، وعدد من الحضور. الجربا ل«الرياض»: اللجنة أسهمت في 130 حالة عفو أطرافها من جنسيات مختلفة وأعرب الأمير تركي بن عبدالله عن شكره وتقديره لوالد القتيل على موقفه الكريم بقبول العفو سائلاً الله له الاجر والمثوبة في الدنيا والآخرة، مؤكداً سموه ان ذلك ليس غريباً عليه وعلى قبيلته وان هذا هو العشم فيهم وهذه عاداتهم. وأوضح الأمير تركي أن مثل هذه المواقف تجسد التسامح بين ابناء هذا المجتمع والتعاطف فيما بينهم وكل ذلك نابع من طيب هذا الشعب وكرم عقيدته الصحيحة والطيبة والتي تتجسد بمثل هذه المواقف بالتنازل عن القصاص لوجه الله تعالى، مشيرا سموه في حديثه لوالد القتيل أنهم مهما عملوا فلن يوفوا المتنازل حقه لإشراكه والدهم خادم الحرمين في ذلك الأجر الكبير، وختم قائلاً:بيض الله وجهك وجزاك الله كل خير وأبشر بالأجر والمثوبة على ذلك في الآخرة بإذن الله. بدوره أوضح الشيخ ضاري الجربا ل"الرياض" أن لجنة شفاعة خادم الحرمين للعفو عن القصاص ماضية في جهودها لنشر العفو والتسامح بين أبناء هذا المجتمع تحقيقاً لرؤية خادم الحرمين من خلال التنازل عن القصاص في قضايا القتل، مؤكداً أن محبة الشعب لخادم الحرمين تتجسد دائما في هذه القضايا وهي التي تعينهم في قبول العفو والتنازل حيث ما إن يتبلغ اهل الدم بدخوله -رعاه الله- في القضية وتقديمه لشفاعته حتى يبادروا لقبولها والعفو مباشرة دون شروط ولله الحمد.وكشف الجربا في حديثه أن اللجنة نجحت خلال الشهرين الماضيين من هذاالعام في تسجيل أكثر من (14)حالة عفو في قضايا مشابهة، لتزداد حالات العفو التي تدخلت فيها اللجنة واسهمت فيها خلال الأشهر السابقة الى أكثر من (130) حالة عفو، موضحا ان من بين هذه القضايا أطراف من جنسيات متعددة وليسوا فقط سعوديين حيث إن من بينهم يمنيين وباكستانيين وسودانيين وماليين وأفغانيين وغيرهم من جنسيات أخرى. لقطة جماعية للحضور عقب العفو تركي بن عبدالله وبدربن عبدالله مع والد القتيل بعد تنازله عن القصاص تركي بن عبدالله والزميل الغنيم خلال جلسة الصلح سموه يطلع مع أخيه على صيغة خطاب التنازل ضاري الجربا