استضاف برنامج علوم الدار على تلفزيون أبو ظبي شاباً إماراتياً صاحب فكرة برنامج نقدي على اليوتيوب وقدم ريبورتاجاً عن البرنامج الذي أنجز منه ثلاث حلقات وحظي بمليون مشاهدة، وعندما سأل المذيع الشاب ما الذي دعاك للدخول إلى إنتاج هذا البرنامج قال انه تابع اكبر واهم برامج على اليوتيوب وخص منها الأمريكية والسعودية، وكرر كلمة الأمريكية والسعودية أكثر من مرة، وهذا الاستشهاد يجعلنا نقف كثيرا أمام الإنتاج السعودي على اليوتيوب والذي حقق انتشاراً خليجياً غير مسبوق ولماذا حقق هذا الانتشار الكبير رغم غياب الدعم وقلة الموارد الإنتاجية بينما لم يحقق الإنتاج السعودي التلفزيوني هذا الانتشار رغم ما يحظى به من ميزانيات كبيرة تصل إلى ملايين الريالات؟. البعض يرى انه لا مجال للمقارنة بين إنتاج خفيف ولا يقف عند خطوط حمراء وبين إنتاج ثقيل كالمسلسلات ويخضع إلى الرقابة مع اختلاف وسائل البث فاليوتيوب متاح في أي لحظة وينتقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهكذا ينتشر بين الملايين في ساعات بينما الإنتاج التلفزيوني مرتبط بالبث عبر محطة تلفزيونية ويعتمد وصول المنتج إلى اكبر عدد من الناس على القناة العارضة وعدد متابعيها إضافة إلى انتشار المنتج عبر اكثر من قناة وهو ما لا يحظى به الإنتاج السعودي لأسباب تسويقية. أما البعض الآخر فيرى أن تميز برامج اليوتيوب يأتي من أنها تمتلك العديد من المقومات التي لا يمتلكها الإنتاج التلفزيوني ومنها انك عندما تريد أن تطرح فكرة تهم المجتمع تستطيع أن توصلها له في أيام بينما الإنتاج التلفزيوني يحتاج إلى عدة أشهر لإيصالها وهذه حقيقة لا خلاف عليها يضاف إلى هذا المدة فاليوتيوب يتميز بميزة إيصال الفكرة في اقصر مدة زمنية بينما الإنتاج التلفزيوني لا يحقق الدخل إلا من المدد الطويلة فالميزانيات تحسب بالمدد ولهذا تشاهد مسلسلاً من ثلاثين حلقة يستطيع منتج آخر أن يقدم الفكرة نفسها مكتملة في فيلم مدته 45 دقيقة ويستطيع آخر أن يقدمها في حلقة مدتها ثلاثون دقيقة ويتفوق اليوتيوب انه يستطيع أن يختزلها في خمس دقائق. ما أود أن أصل إليه من هذه المقارنات هو أن على القنوات التلفزيونية واخص هنا هيئة الإذاعة والتلفزيون أن تشجع على إنتاج جديد يجمع ما بين حرفية العمل التلفزيوني وقابلية إنتاج اليوتيوب في أعمال ذات طابع خفيف تسمح بالبث اليومي وان لا تخضع لأنظمة التكليف المسبق بل يتم وضع ضوابط فنية لها وتسعيرة محددة ويستفاد فيها من الرعاية والإعلان بشكل كبير ويترك المجال لكل مبدع أن يقدم ما لديه ويتم بثه على القنوات السعودية ووضعه بعد ذلك على اليوتيوب كقناة تلفزيونية سعودية جديدة. هنا سنوجد إنتاجاً يرضي المشاهد ويشده لقنواته المحلية ويجعل تقدمنا في مجال إنتاج اليوتيوب أكبر مما هو عليه الآن؟.