يقول الخبراء إن اختيار الطفل لملابسه مهم كأهمية الغذاء لنموه وتطوره فإن الراحة وسهولة الحركة في الملابس المريحة تسهل عملية النمو والتطور للطفل.. في التحقيق التالي نتساءل من الذي يختار ملابس الطفل ؟ اعتاد فهد الوهيب – 9 سنوات – في شراء ملابسه على والدته هي التي تشتريها له، لكنه في أحد المرات فاجأها بطلبه في اختيار ملابس معينة وينتقيها هو بنفسه، يقول فهد «استجابت والدتي لطلبي وكانت تريد رؤية نتيجة اختياراتي، وعندما ذهبت للسوق معها اطلعت على المعروض ولكنها لم تنل اعجابي رغم تعدد الخيارات والموديلات وطلبت من البائعين عن الموديلات التي اريدها وبعد قضاء نحو ساعتين في التجول بالسوق وجدت ما اريده وكنت سعيدا بها بعد تجربتها، وأحس بأن والدتي لم يعجبها ذوقي ولكنها احترمت رغبتي. تقول أم هنوف «مثل كل الامهات تبدأ المشاكل والصراع مع ابنتي هنوف –8 سنوات- بمجرد وقوفها أمام دولاب ملابسها فيتحول الأمر إلى صراع فهي تصمم على لبس معين لا أراه مناسبا للطقس في ذلك اليوم أو من حيث تجانس القطع والألوان وتصبح المسألة من ينتصر في النهاية لأنني دائما ما أفرض عليها لبسا معينا وعند رفضها نلغي الخروج من المنزل». وتعتقد السيدة هناء الغامدي -موظفة ولديها طفلان- أن ترك الحرية للأبناء في اختيار ملابسهم، مع توجيه النصح لهم عند الشراء، يخلق لديهم على المدى البعيد ذوقا عاليا، وقدرة على اختيار الملابس المناسبة والألوان المتناسقة، وتقول «إن خروج الطفل من بيته، وذهابه مع والديه إلى الأسواق والمحال التجارية، يعلمه الكثير من أمور الحياة، فيتعلم كيف يتواصل مع الآخرين، ويتعلم المفاضلة بين الأشياء، ويتعود الاختيار في حدود الإمكانات المادية المتاحة، كما يتعلم الاستغناء عن أشياء يفضلها لغلو ثمنها، وغيرها من الأمور المفيدة له». الاخصائية النفسية هند الوابل « ترى أنه من الخطأ أن يجعل الأهل من فكرة اختيار الأطفال لملابسهم مشكلة عليهم الانتصار فيها بل ويصروا على تنفيذ رأيهم، فى حين أنه من حق الطفل اختيار ملابسه، وإذا كانت الملابس غير ملائمة من حيث الشكل أو اللون أو الثمن فيجب على الوالدين مناقشة الطفل وإقناعه باختيار ملابس أخرى. فإن اختيار الطفل لملابسه يعتبر من الأمور المهمة التي تساعد على تنمية شخصيته فإذا اختار الطفل قميصا مثلا يحمل صورة بطله الكرتوني المفضل لكن لونه لا يتوافق مع ألوان ملابسه الأخرى فعلى الأم ألا تعارضه وان تعطى له مساحة لحرية الاختيار مع شرح أسباب رفضها لشراء هذا القميص. ويجب على الأم أن تدع طفلها يفرح بالملابس التى اختارها بنفسه بالسماح له بارتدائها بعض الوقت عند الرجوع إلى المنزل إذا رغب فى ذلك، لأن هذه اللحظات يمكن أن تظل باقية في ذاكرته مدى الحياة.