بلغ عدد الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط على القطاع الرقمي بين عامي 2010 و2012، ثلاثة أضعاف العدد بين عامي 2006 و2009، وكانت نصف هذه الاستثمارات في المنتجات والخدمات الرقمية، وأنشئت معظم مبادرات القطاع الرقمي في تونس والمغرب ولبنان، الذين يقودون حالياً المنطقة من حيث عدد الاستثمارات في الشركات الناشئة. وكانت شركة Berytech قد أعلنت في وقت سابق أنها تدعم النمو السريع لشركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية الناشئة من خلال استثمار 30 مليون دولار في الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة ابتداء من 2014، مع التركيز في الصناعات والخدمات. وأيضاً بدأت المبادرات تنطلق من قبل المستثمرين أنفسهم حيث أسس في الأردن صندوق استثمارات بقيمة 75 الى 100 مليون دولار لدعم نمو مشاريع التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية الناشئة في الشرق الأوسط، وخاصة في الأردنولبنان ومصر والأراضي الفلسطينية من خلال مؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة أرامكس، فادي غندور، حيث سيوفر هذا الصندوق لشركات التكنولوجيا مبلغ يراوح بين 1 و3 ملايين دولار لكل مشروع. أما في القاهرة تم إنشاء مركز لشركات التكنولوجيا الناشئة في أحد المناطق الأكثر اضطراباً في مصر ويطلق عليها اسم "Greek Campus"، من قبل أحمد الألفي، مؤسس سواري فنتشرز وذلك عبر إنشاء أكثر من 30 شركة خلال عامين. ويطلق القطاع العام أيضاً مبادرات لدعم ريادة الأعمال على سبيل المثال، أعلن مصرف لبنان المركزي مؤخرا أنه اعتمد 400 مليون دولار أمريكي لضمان 75٪ من الاستثمار الأسهم من البنوك اللبنانية في الشركات الناشئة، والحاضنات، والمسرعات، وصناديق الاستثمار. وتم توجيه معظم هذه الاستثمارات الى المشرق العربي، الذي يعد من أبرز مصدري المنتجات والخدمات الرقمية، بما في ذلك برامج وتطبيقات الموبايل. وفي لبنان تقوم أكثر من 60٪ من الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتصدير المنتجات والخدمات، وتنبع الغالبية العظمى من الأرباح من منطقة الخليج، وبالمثل يأتي ما يقرب من نصف عائدات تكنولوجيا المعلومات في الأردن من الصادرات التي ازدادت من 202 مليون دولار في عام 2010 لتبلغ 300 مليون دولار في عام 2012. ويتمتّع المشرق العربي بميزات تنافسية من خلال القوى العاملة الماهرة، واليد العاملة بأسعار معتدلة، على سبيل المثال، الأجور في لبنان هي أقل بنسبة 40٪ مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي، مع ذلك، يحتل لبنان المرتبة الرابعة من خلال نوعية تعليم العلوم والرياضيات عالمياً، وينضم أكثر من 2000 خريج جامعي ذي صلة بأنشطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى القطاع كل عام، ومن المتوقع أن ينمو السوق بمعدل سنوي مركّب قدره 12٪ ليصل إلى قيمة 570 مليون دولار في عام 2017. مع ازدياد الاستثمارات في الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في المشرق العربي، يقام في العاصمة اللبنانية بيرون مؤتمر عرب نت في محاول تصب هي الأخرى على استكشاف وجهة نظر مختلفة حول ريادة الأعمال في المنطقة، ويستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام يقام خلال الفترة من 4 إلى 6 مارس القادم، وسيناقش 80 متحدثا من الخبراء من مختلف دول العالم الفرص المتاحة لقطاعي وسائل الإعلام والترفيه على شبكة الإنترنت والموبايل، والمجتمعات الإبداعية، وأكثر من ذلك. وسيتضمن المؤتمر أيضاً يوماً مخصصاً للتصميم والتطوير، في 4 مارس، الذي يستضيف ورش عمل للمبرمجين والمصممين لبناء مهاراتهم وليتمكنوا من التواصل. وسيتضمن الحدث أيضاً مسابقات ريادة الأعمال التي تحمل توقيع عرب نت، وعرض الشركات الناشئة ومارثون الأفكار، فضلاً عن المنافسة الإبداعية، التي تهدف إلى تسليط الضوء على المواهب الإقليمية الناشئة في مجال التسويق الرقمي.