في منتجع على البحر الميت، جرت فعاليات «منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2013»، برعاية الملك عبدالله الثاني. ناقش المنتدى آليات تعزيز قطاع الاتصالات عربياً، وتحفيز الابتكار في المعلوماتية ودمجها مع قطاعات الصحة والتعليم والإعلام وغيرها. وشهد المنتدى ظهور عدد من المبادرات لتطوير المحتوى الإلكتروني العربي، وشراكات جديدة في التقنيات الرقمية بين شركات عالمية وإقليمية ومحلية. كما أكد خبراء في الاتصالات والمعلوماتية ضرورة الاستفادة من هذه التقنيات ووضعها في خدمة التنمية. وتحدثوا عن الموجة الراهنة من التقنيات الرقمية التي تتمثل في الأجهزة الذكية المتنقلة و»حوسبة السحاب» وشبكات التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أنها تفتح آفاقاً اقتصادية واسعة. التنمية والمحتوى الرقمي ورفع المنتدى شعاراً من وحي اللحظة في السياسة هو «ربيع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العربي: التحديات والإمكانات». وتحدث الدكتور حاتم الحلواني وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني عن تطور هذا القطاع في بلاده، مشدداً على سعي الحكومة لاستقطاب الاستثمارات فيه، ومبيناً أن الاستراتيجية الوطنية تعتمد على تيسير التقاطعات بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جهة، وقطاعات كالصحة والتعليم من جهة ثانية، إضافة إلى دعم تطوير المحتوى الإلكتروني العربي. وأشار الحلواني إلى أن الأردن أقر أخيراً وثيقة السياسة العامة لقطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد للأعوام 2012 - 2017، التي تسعى إلى تحقيق أهداف كالحفاظ على النمو في قطاع التقنية الرقمية والبريد، مع زيادة مساهمته في التطور الاقتصادي والاجتماعي، بل مجمل مسار التنمية. وبيّن الحلواني أن هذه الوثيقة تركز أيضاً على ضرورة معالجة القضايا القانونية والتنظيمية المتصلة بتطور التقنيات الرقمية، خصوصاً مع تسارع الانتقال عالمياً باتجاه الاتصالات المرتكزة على بروتوكول الإنترنت، مشدداً على ضرورة تعزيز النفاذ إلى الإنترنت. وأشار الحلواني إلى أن الوثيقة تضع طرقاً عملية لنشر تكنولوجيا المعلومات وتوسيع استخداماتها، وتساعد في تطوير نظم التجارة الإلكترونية بواسطة الأجهزة الذكية المتنقلة، إضافة إلى المساعدة في تطوير بيئة موثوقة تدعم اقتصاد المعرفة. وأكد أن الوثيقة تعزز مساهمة قطاع ال «هاي تيك» في الاقتصاد الأردني، وتزيد من القدرة التنافسية للأردن في التقنيات الرقمية، ما يساعد أيضاً على تقليص «الفجوة الرقمية» بين الأردن والدول المتقدمة. في السياق ذاته، أوضح محمد طهبوب رئيس مجلس إدارة «جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات في الأردن» (إنتاج) أن المعلوماتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد نمواً كبيراً، متوقعاً أن يصل حجمها إلى 100 بليون دولار خلال 2013. وأشار إلى أن هذا الإنفاق ينعكس إيجابياً على الاقتصاد والعمل. وتحدث نزار زكّا، الأمين العام ل «المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات» (اجمع) عن تطور هذا القطاع منذ العام 1999، مبيناً أن مبيعاته وصلت إلى 2.5 بليون دولار. «ويكيبيديا عربية» وتخلّل «منتدى البحر الميّت 2013» توقيع اتفاقات بين شركات أردنية وعالمية، وتبني مبادرات لتجسير الفجوة بين الجامعات وسوق العمل في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وعُرض فيه شريط عن التطور الكبير الذي شهدته صناعة التطبيقات الإلكترونية خصوصاً في مجال الهواتف الذكية أردنيّاً. وشدّد المشاركون في المنتدى على أهمية الإمكانات التي يزخر بها الوطن العربي في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ودورها المحتمل في تنمية الإقليم، وأهمية الاستثمار والريادة وحضانة الأعمال في هذا القطاع. وركزوا على أهمية التنبه لتطوير المحتوى الإلكتروني باللغة العربية. وشمل المنتدى معرضاً لمنتجات وتطبيقات في الاتصالات المعلوماتية. كما شهد إطلاق موسوعة «ويكيبيديا» عربية من شركة «تاجي بيديا» التابعة ل «مجموعة طلال أبو غزالة» المتخصصة بتعزيز المحتوى العربي على شبكة الإنترنت. وتحتوي هذه الموسوعة الرقمية على قرابة 500 مليون معلومة عربية منقحة من مصادرها الثقافية والتاريخية. وأعلن المنتدى عن مبادرة للربط بين قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني مع «وادي السيليكون» الأميركي، عبر «مركز التوصيل والتشغيل» الذي سيربطه مع دول أنشأت مراكز مماثلة، ما يعطي قيمة مضافة كبيرة للشركات الأردنية، إضافة إلى تمكينها من الدخول إلى السوق الأميركية. وكُشف في المنتدى عن «مبادرة سيسكو للعلاج عن بُعد» التي بدأ تطبيقها في 3 مستشفيات أردنية بهدف تبادل الاستشارات الطبيّة بينها. وشهد توقيع اتفاق عن تصنيف الشركات الأكثر نمواً في الوطن العربي باعتماد مؤشر موحد لها، يشمل أرباحها في آخر ثلاث سنوات. تبنى «منتدى البحر الميّت 2013» إعلاناً عن حرية الإنترنت، عبر منظمة «اجمع»، يؤكد أهمية حرية نشر الإنترنت في المنطقة العربية، معتبراً إياها من عناصر التنمية اقتصادياً واجتماعياً، وداعياً إلى زيادة الوعي العام بأهمية هذه الشبكة. وأطلق المنتدى «إعلان تحالف المرأة» الذي يؤكد أهمية مشاركة المرأة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيراً إلى أن مشاركة المرأة العربية في هذا القطاع هي الأعلى بالمقارنة بالقطاعات الخدمية الأخرى. وشهد المنتدى إطلاق «إيمان سوبر كومبيوتر»، وهو أول منتج إلكتروني صممه خبراء أردنيون تولوا أيضاً إنتاجه وطرحه في الأسواق بأسعار تنافسية على مستوى المنطقة العربية.