الحديث عن صدارة الفرق من خلال المتصدر للمركز الأول أمر طبيعي ليس في الدوري السعودي، بل في كل دوريات العالم الخاصة بمعشوقة الجماهير الأولى (كرة القدم) من خلال فرقها التي تقدم المستويات الرائعة والجميلة داخل أرضية الملعب الخضراء بواسطة نجوم تلك الفرق المتصدرة، وتحصد من خلالها نقاط المباريات على مدار جولتين مهمتين ذهاباً وإياباً ومن هذا المنطلق فإن نادي النصر السعودي يعيش مرحلة انتقالية ذهبية من خلال تصدره لدوري (عبداللطيف جميل) بأدائه الرائع، ووصوله للدور قبل النهائي لبطولة كأس ولي العهد من خلال العمل الجبار الذي تقوم به منظومة النادي كاملة إدارة وجهازا فنيا ولاعبين وبعض أعضاء الشرف الفاعلين والداعمين بالإضافة للجماهير النصراوية التي تعد الرافد الحقيقي لعودة الفريق النصراوي لمسار البطولات التي ينتظر الفريق تحقيقها حقيقة من أجل تقديمها لهذه الجماهير الوفية التي طالما صبرت، وطال انتظارها لهكذا بطولات قوية وحقيقية بعيدا عن ألقاب ربما لاتسمن ولاتغني من جوع اسقطت الفريق وجعلته يعاني ويكون بعيدا عن البطولات لفترة قاربت العقدين من الزمن، فعبارة (متصدر لاتكلمني) التي اطلقتها الجماهير النصراوية على فريقها من خلال تصدرة لبطولة الدوري لن تكون في موقعها الحقيقي إلا إذا اكتملت الفرحة النصراوية بتحقيق هذه البطولة لأن المنافسة ستكون قوية وعنيفة بينه وبين منافسة التقليدي الهلال المتمرس على تحقيق البطولات بمختلف أنواعها وأشكالها بعد تنازل الأهلي ذي المستويات المتخبطة نتيجة إعدام فني للفريق من قبل المدرب البرتغالي بيريرا ليواصل المدرب بطريقته غير المجدية بعد وعدم إمكانية الاهلي على تحقيق هذه البطولة التي ابتعد عنها لثلاثة عقود من الزمن، والاتحاد المتخبط إداريا نتيجة الغرق المالي المهول في الديون والهجرة التي اتخذتها الإدارتان السابقة والحالية من خلال التفريط في أساطير ونجوم الفريق أمثال محمد نور ونايف هزازي وسعود كريري تحت ذريعة الإحلال القاتلة والعجز المالي، ناهيك عن التخبط الفني من قبل المدربين الذي فتك بهم، بالإضافة الى "الليث" الشبابي الذي وقع في مصيدة التنازلات هو الآخر من خلال نهج الإدارة الشبابية في تلبية رغبة المدربين الذين هدموا نجاح الفريق من خلال التخلي عن نجوم الفريق أمثال ناصر الشمراني الذي جلب الكثير من أفراح الفريق بأهدافه الرائعة ليس في عام، بل على مدار اعوام متعددة نجح من خلالها في اقتناص لقب الهداف لأربع مرات متتالية وغيرهم من اللاعبين، بالإضافة للخلافات الفنية أو الإدارية مع بعض اللاعبين من خلال الظهور الإعلامي بسبب أمور فنية أو شخصية مع المدربين أمثال حسن معاذ، هذه الأمور افقدت الفريق هيبته وجعلت منه صيدا سهلا للفرق صغيرها وكبيرها في المباريات. النصر يعيش مرحلة مهمة في تاريخة الحالي من خلال بطولتين مهمتين الأولى بطولة الدوري ذات النفس الطويل والثانية بطولة كأس ولي العهد ذات النفس القصير والتي لربما يصطدم فيها النصر بمنافسة التقليدي الهلال مرتين من خلال الجولة العشرين في الدوري، ونهائي كأس ولي العهد متى ماصدقت التوقعات والترشيحات لهما بالوصول للمبارة النهائية لهذه البطولة الغالية، بطولة النفس القصير ربما تكون الأقرب للنصر متى ما أراد الفريق تحقيقها كونها تتسم بنفسها القصير وحجمها الكبير لتكون بداية عودة المجد المفقود لماجد عبدالله ورفاقه من خلال عودة كوكبة ربما تكتب نجاحها بماء الذهب الغالي على صفحات التاريخ، أما بطولة الدوري فتحتاج إلى عمل جبار، وجهد متواصل كون جميع المباريات المتبقية للفريق تعد بطولة يخوضها الفريق في كل مرة حتى المباراة الأخيرة من خلال تظافر كل الجهود بما فيهم اللاعبون الأجانب، وتوظيف العمل الفني الجيد داخل أرضية الملعب دون تخبط، أو خطأ يهوي بالفريق في البطولة. أخيرا عودة الفريق النصراوي للمنافسة على البطولات إضافة قوية للبطولات المحلية وحتى الخارجية منها، ناهيك عن عودة التنافس التقليدي مع الهلال هذا التنافس المفقود منذ اعوام اتسمت بالجفاف النصراوي عن البطولات ذات الوزن الثقيل، فهل يعود النصر لسابق عهده البطولي من خلال إثبات عبارة (متصدرلاتكلمني) بتحقيق بطولة ثمينة هي بطولة الدوري ليثبت أنها حقيقة، وليست فورة مؤقتة؟.