يحيى سليمان الشهري ولد في رأس تنورة في 26 يونيو 1990 وعرف كرة القدم في طفولته على شواطئ رحيمة، ثم انتقل إلى الخبر في قلب المنطقة الشرقية، وهناك بدأ مداعبة الكرة وهو ما زال في سن الطفولة، وقاده الفراغ في إحدى الإجازات الصيفية للتسجيل في مركز صيفي بنادي الاتفاق، وكان لكرة القدم نصيبها حتى لفت أنظار المشرف فريد الحافظ (والد لاعب الهلال الحالي عبدالله الحافظ) الذي بادر من دافع ميوله لفارس الدهناء لإيصال اسم الشهري إلى مدرب الاتفاق للبراعم الوطني أحمد الحنفوش. وهناك أمضى الشاب القصير توقيعه على استمارة التسجيل لنادي الاتفاق لاعباً في البراعم وحمل حقيبته التي كانت تثقل كاهله وحط رحاله في مران البراعم، ولأن الموهبة لا تصنع بقدر ما تكون هبة من الله عز وجل، أبدع يحيى في براعم الاتفاق وحصل على تذكرة الوصول لقميص المنتخب السعودي ومعها بدأ الشهري مشواره في المنتخبات السنية والتدرج فيها من البراعم، حتى الوصول إلى فئة الشباب ومعها حمل صانع اللعب الموهوب نفسه. وانضم للفريق الأول جوار شقيقه الأكبر علي الشهري قائد الاتفاق آنذاك وبدأ مدربو الاتفاق المتعاقبون على تدريب الفريق يضعون للشهري الشاب مكانة واضحة بالفريق وأصبح الاعتماد عليه يزداد يوماً بعد يوم حتى وصل يحيى لقميص المنتخب السعودي الأول في 14 اكتوبر 2009، ومثل المنتخب في لقاء ودي أمام تونس وتواصل حضور الشهري في قائمة المنتخب وسجل لنفسه حضور في بطولات الخليج وكان الشهري واحداً من الطلاب المتفوقين في دراسته إلا أن شغفه بكرة القدم جعله يتراجع عن التفوق الدراسي ويتجه للتفوق الكروي في الملاعب الرياضية حتى بات اليوم أغلى لاعباً في الملاعب السعودية بعد أن وقع عقد انتقاله لنادي النصر في بداية الموسم قادماً من الاتفاق بمبلغ فاق 45 مليونا، مسجلاً بذلك الرقم الأعلى والأغلى للاعبين في الملاعب الرياضية. وصل اللاعب الأغلى لنادي النصر وارتدى القميص الأصفر في مؤتمر صحفي حاملاً الرقم 8 ومعه يحمل آمال الجماهير النصراوية في إعادة الفريق إلى منصة البطولات بعد غياب سنوات، وبدأ الموسم والمدرج الأصفر يترقب ما سيقدمه القادم من فارس الدهناء، ولأن الموهبة تهزم الضغوطات فلم يحتج الشهري لأكثر من مباراة حتى يثبت فيها نفسه، وظهر في الجولة الأولى أمام نجران فسجل هدفاً وصنع آخر للمهاجم محمد السهلاوي، وانطلقت مسيرة الشهري مع النصر فاستطاع بعد 16 جولة لعب منها 14 لقاء وحضر في لقاءين على مقاعد البدلاء وفي الجولتين الماضيتين رسم الشهري لوحة من الجمال حينما أظهر مستوى مميزاً. ففي مباراة الأهلي عوض خروج محمد نور بعد طرد حارس النصر عبدالله الشمري حيث استطاع الشهري أن يواجه قوة الوسط الأهلاوي ويظهر بمستوى أثبت من خلاله إمكاناته الفنية العالية التي ترجمها بهدف التقدم الثاني للنصر قبل أن يضيف حسن الراهب الهدف الثالث، وفي مباراة النهضة سجل يحيى هدف النصر الثاني بطريقة فنية متميزة ونجح في صناعة الهدف الثالث لزميله حسن الراهب ليواصل بذلك عطاءاته المتميزة وخاض الشهري مع النصر هذا الموسم 1164 دقيقة استطاع خلالها أن يستمر على شخصيته الهادئة فلم يتحصل على أي بطاقة صفراء أو حمراء متفرغاً بذلك للعب كرة القدم. ويعد الشهري واحداً من أسباب صدارة النصر لدوري عبداللطيف جميل مؤكداً بهذا المستوى المميز أحقيته بالمبالغ التي حصل عليها نظير انتقاله من الاتفاق للنصر مسجلاً لنفسه حضوراً قوياً ضمن أفضل صناع اللعب في الكرة السعودية.