دفع الحب المتجذر للنخلة في الأحساء مستثمراً وإعلامياً إلى إعداد دراسة متكاملة ودقيقة لتنفيذ مشروع اقتصادي سياحي له أهداف بيئية وثقافية يهدف إلى الحفاظ على النخل الحساوي وإعادة كل الموروث المتعلق به. ولهذا الغرض وبتوجيه من إمارة المنطقة الشرقية احتضن فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالاحساء اجتماعاً ضم مدير عام الفرع علي الحاجي، صاحب المشروع عبدالسلام بن عبدالمحسن الخالدي ومندوبين من جامعة الملك فيصل، ومديرية الزراعة، ومتنزه الأحساء الوطني، وتدارسوا كل التفاصيل المتعلقة. وأشار مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار علي الحاجي إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تحفز المواطنين تأسيس المشاريع الاستثمارية في قطاع السياحة، واعتبر ان مشروع (النخل الحساوي) منتج جيد يدعم سياحة البيئة والتراث والثقافة، ويسهم في الحفاظ على النخلة والرقعة الزراعية في واحة الأحساء كما أنه يؤسس لمنتج زراعي، ويخلق فرص عمل للشباب، مؤكداً أن صاحب السمو الأمير بدر بن جلوي محافظ الاحساء رئيس مجلس التنمية السياحية في المحافظة داعم بقوة لكل مشروع يخلق حراكاً سياحياً ويوفر فرص عمل لأبنائنا، وتمنى الحاجي أن يخرج المشروع للنور بالتعاون مع الشركاء المهمين في القطاعين العام والخاص. بدوره بين عبدالسلام صاحب الدراسة أن مشروع (النخل الحساوي) يستعيد تراث الأحساء الزراعي وعلاقة الإنسان وعائلته والمجتمع بالنخل الذي يسكن في وجدان كل بيت في الأحساء، وذلك في قالب سياحي يندرج تحت مفهوم السياحة الزراعية، والذي يهدف في إلى لفت نظرة المجتمع المحلي للتدهور البيئي الذي تشهده الأحساء، جراء تقلص الرقعة الزراعية الناتجة من إزالة النخيل لغرض التوسع العمراني، وكذلك تعريف بالاحساء بالمكون الثقافي لسكان الواحة قديماً في العمران والموروث الشعبي الغني بالحرف الشعبية. واستطرد الخالدي معرباً عن أمله في أن تكون هناك تظاهرة بيئية ثقافية خضراء في ثوب تراث الأحساء الزراعي، وسيشاهد الزائر لوحة يومية من النشاط اليومي الذي تعود عليه الفلاح الحساوي كالصرام وتشذيب النخل وسقايتها وحملها في (القاري) الذي يسحبه الحمار، وصولاً لحفظ التمر في (جصة التمر)، وفي جانب آخر سيشاهد الزائر طريقة زراعة الرز الحساوي في الضواحي، وفي جانب آخر يجلس الخباز ليصنع الخبز الأحمر المصنوع من التمر، وسيصاحب ذلك لوحة من الموروث الشعبي الغني الذي تزخر به الأحساء، كما سيضم الحرف التقليدية المشهورة كخياطة البشوت، والفخار، والنحاسيات، وسيخصص جناح لأصحاب المتاحف الذين يعرضون فيه جزءاً من تاريخ الأحساء، ولم يغفل المشروع تخصيص مكان للكليات والمعاهد المياه والبيطرة والإنتاج الحيواني، وتمنى أن يكون المشروع منصة ومنبراً لإطلاق مبادرات بيئية تستهدف الحفاظ على الثروة المائية والزراعية في الواحة. وأضاف أن المشروع "والذي من المتوقع أن يقع على مساحة 200 ألف متر مربع" سيكون مشروعاًِ نموذجياً للزراعة الناجحة عبر تخصيص جناح دائم لكلية الزراعة والبيطرة واستضافة الباحثين والمختصين، وسيتم إنشاء متحف زراعي، كما سيقام مهرجان لصناعة الحلويات المصنوعة من التمر بشراكة بيوت الحلويات العالمية.