أشارت التقارير الأمنية أن عدد رسائل التصيد والتي تصل عبر البريد الإلكتروني قد انخفضت بشكل كبير وملاحظ خلال العام الماضي 2013، ولا يعتبر هذا الأمر إيجابياً إذ إنه يبين مقدار تطور طرق القرصنة في اصطياد الضحايا ونسيانهم للطرق القديمة والتي اصبحت لا تقدم ولا تأخر. وكانت رسائل التصيد في 2012 تمثل 1.12% من إجمالي البريد المرسل، بينما انخفضت في 2013 إلى 0.5% من إجمالي رسائل البريد الإلكتروني، وفقاً لدراسة أمنية قدمتها شركة «ويب سنس»، حيث أشارت الدراسة الأمنية إلى أن القراصنة أصبحوا أكثر تطوراً ودهاءً حيث باتوا يضعون أهدافاً محددة قبل توجيه الرسائل بدلاً من الأسلوب القديم والقائم على ارسال أعداد مضاعفة بكميات هائلة من البريد إلى مجموعات مختلفة من المستخدمين. واعتمد القراصنة في أساليبهم الجديدة بحسب دراسة «ويب سنس» على الشبكات الاجتماعية وأساليب الهندسة الاجتماعية والاستهداف لأسخاص بعينهم، وهذه الطرق تساعدهم على استهداف أشخاص بدقة ومن ثم ارسال بريد مفخخ لهم من أجل الحصول على انتباههم أكثر واصطيادهم وتحقيق نجاحات بنسبات عالية وكبيرة. وقد نجح القراصنة أيضاً في تطوير سبل صياغة الموضوعات في الرسائل لتكون بأسلوب جميل ليس بالسهولة التعرف على أنه أنه أسلوب خداعي، وبذلك فإن الأنظمة الأمنية في خادمات البريد الإلكتروني تجيز هذا النوع من البريد ليصل إلى المستهدف بالبريد بسهولة. وأصبحت دعوات الاشتراك في «لينكد إن» هي أكثر الموضوعات التي تحملها رسائل البريد الإلكتروني التصيدية، حيث أن الرسائل تتضمن دعوة في دخول لينكد إن والاشتراك فيه إلا أنها في حقيقة الأمر تحتوي روابط مفخخة، وتعد شبكة لينكد إن المهنية من أكثر الشبكات التي يستخدمها مديرو ورؤساء تنفيذيون لأكبر الشركات، حيث تعتبر هذه الشبكة شبكة اجتماعية لعرض السير الذاتية، وتقديم فرص العمل المختلفة. ولم يخطر في البال في فترات سابقة أن تسترعي رسائل فشل تسليم البريد الإلكتروني انتباه المقرصنين، إذ حلت هذه الرسائل خلال العام الماضي في المرتبة الثانية من ناحية استخدامها للتصيد، وأتت بعدها في التسلسل الرسائل التي يستخدمها المقرصنين لإيهام الأسخاص بأنها مرسلة من بنوك. وبحسب تقرير ويب سنس أتت الصين في المرتبة الأولى كأكثر الدول المحتضنة للروابط المفخخة والخبيثة، تأتي بعدها الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم ألمانيا فبريطانيا فكندا.