أكد مشاركون في ملتقى المناصحة الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أهمية دور العوامل والبيئة الاجتماعية في الجنوح للتطرف والتعاطف مع الفئات الضالة منوهين بضرورة العمل النفسي والاجتماعي وأنها من الأعمال المهمة والفعالة لتأهيل أفراد الفئة الضالة ومساعدتهم ليعودوا إلى لحمة المجتمع. وأوضح الدكتور صالح الدبل، أن للعوامل والبيئة الاجتماعية دوراً بارزاً في هذا الجنوح للتطرف مضيفا بأن الظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة وكثرة المشاكسات العائلية عوامل قوية دفعت كثيراً من أفراد الفئة الضالة إلى الضلال والذهاب إلى مواطن الصراع هروبا من واقعهم الصعب، لافتاً إلى أنه في حالات كثيرة يُكتفى بالجلسة النفسية والاجتماعية من دون الحاجة للجلسة الشرعية حين يتبين أن الموقوف من ضعاف العقول أو من ذوي الإضرابات النفسية الحادة التي لا تجدي معها المناصحة الشرعية ويحتاج إلى العلاج النفسي أو العصبي. وتناول الدكتور خالد برقاوي في استطلاع لآراء أعضاء وعضوات هيئة التدريس حول العوامل المؤثرة في الاستجابة للمناصحة ووسائل التعامل معها، موصياً بأهمية العمل بالبرامج الحالية بالمركز وتوافق وملاءمة البرامج المقدمة من قبل المركز مع قدرات واحتياجات المستفيدين وأن يمتلك الناصح أو مقدم البرنامج المهارات المتنوعة والإلمام بمحتوى البرنامج وأهمية العمل على تفعيل الدور الإعلامي بمختلف أنواعه. وتطرق الدكتور محمد القرني إلى دور الاختصاصي النفسي في إثراء وتطوير مسيرة المناصحة، مؤكداً فاعلية البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي في خفض الاضطرابات النفسية التي كان يعاني منها المستفيدون، وموصياً بالاستفادة من الكوادر المؤهلة في دول العالم في مجال مناصحة وتأهيل المستفيدين. وناقش عبدالمجيد بن طاش محمد نيازي، أثر مشاركة المتخصصين في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في مسيرة المناصحة، مستعرضاً واقع العلوم الإنسانية في تعاملها مع الفكر المنحرف في إطار تقييم مسيرة المناصحة في المملكة وتطرق إلى دور علم الاجتماع في التعامل مع الفكر المنحرف من خلال التحليل العلمي المنطقي لنظريات علم الاجتماع في التعامل مع الفكر المنحرف. وخرج نيازي بعدد من التوصيات، منها أهمية إنشاء لجنة مركزية للأمن الفكري في وزارة التربية والتعليم تتولى مهمة تعزيز الأمن الفكري لدى منسوبي التربية والتعليم والطلبة، والعمل على تنمية المهارات الحياتية لدى الأبناء وتدريبهم على آداب الحوار، مقترحاً في الوقت نفسه إنشاء هيئة بحثية متخصصة من العلوم الإنسانية تعنى بالأمن الفكري، إضافة إلى تفعيل دور المختصين والباحثين الاجتماعيين والنفسيين والمرشدين الطلابيين داخل المدرسة عن طريق برامج وأنشطة تدعم الفكر المعتدل. وقدمت نجلاء الجمعان مشاركة أكدت فيها أن ظاهرة الإرهاب اتخذت اهتماماً ملموساً على المستوى العالمي والإقليمي امتد إلى شعوب من مختلف الأديان والشرائع والقوانين كونه ظاهرة عامة نابعة من ذات الإنسان، موضحة أن الكثير لا يعترفون بذلك نتيجة لضعف الفهم الواضح للدين والقيم. ولفتت الجمعان إلى تصدي المملكة للإرهاب منذ عهد المؤسس إلى أن تطورت وأصبحت تنافس دول العالم في مكافحتها للجريمة بشكل عام وللجريمة المنظمة المتعلقة بالإرهاب بشكل خاص.