يعيش التسويق الرياضي للأندية السعودية في مرحلة شبه ركود، بعد أن انسحبت بعض شركات الاتصالات من هذا المجال، نظراً لقصور العائد المطلوب من هذا الاستثمار، مع قلة خبرة العاملين في هذا المجال من الأندية وشركات التسويق الوسيطة مابين الأندية والجهات الراعية، حيث لم تبرز افكار تسويقية تجذب جمهور الأندية نحو الشركات الكبرى التي لديها القدرة على الاستثمار في هذا الجانب، خاصة اذا ما وجدت عائداً استثمارياً واضحاً، حتى وإن كان على مدى بعيد. وأكد متخصص في التسويق بإحدى الشركات الكبرى بالمملكة وله خبرة عملية في رعاية الأندية لسنوات ماضية "أن الأندية تضيع على أنفسها دخلا ماليا كبيرا وثابتا ومنتظما بسبب غياب قاعدة الفكر التسويقي التجاري، وحتى إن وجد من بعض الأندية فهو بشكل فردي، وغير مرتبط بالنادي الذي هو بمثابة مؤسسة يجب أن تؤسس إدارة وقاعدة للتسويق ناديها في مختلف الألعاب بشكل دائم ومن خلال مختصين في التسويق، ووفق قواعد عملية مدروسة وليس من خلال اجتهادات شخصية وفردية، تذهب وتأتي مع تعاقب الإدارات على رأس كل ناد، مشدداً على أن أي شركة وفي كل القطاعات ستدخل بشراكة مع الأندية متى ما وجد الفكر التسويقي الصحيح للأندية في الشركات تسعى للربح ايضاً، وهي عندما تشارك المجتمع والمساهمة في خدمة الأندية وفئات الشباب تطمح للاستمرار في الرعاية اذا كانت الرعاية مجدية، وتعود على الشركات بجوانب ربحية مباشرة وغير مباشرة، فالأندية ليست جمعيات خيرية وما في حكمها، حتى تدفع لها الشركات الملايين بمجرد وضع شعار الشركة على ملابس لاعبي الفرق فقط. وأضاف في الوقت الحالي نحن في المملكة نحتاج لنضوج التسويق في مجال الرياضة، فهو صناعة مربحة للأندية والشركات، ونحتاج كذلك لتأسيس قواعد وقوانين تحكم العلاقة بين الشركات والأندية، حتى تتضح الرؤية للجميع، وبالتالي سيكون هناك حافز للكثير من الشركات للدخول في هذا المجال، الذي معروف عالمياً وفق قواعد يحترمها الجميع، ووجود مرجعية عدلية وقانونية تنظم العلاقة بين جميع الأطراف. وقد شهدت الأعوام الستة الماضية بداية انطلاقة واسعة وتنافس بين شركات الاتصالات في المملكة على رعاية الأندية والمنتخبات المحلية، وكذلك شركات سيارات والبريد السعودي وغيرها من الجهات، ولكن بعض الشركات احجمت عن مواصلة الاستثمار الرياضي عن طريق رعاية الأندية لعدم وضوح الجدوى الاقتصادية للرعاية، في ظل عدم تفعيل بعض الافكار التسويقية للخدمات التي تقدمها الشركات من خلال رعاية الأندية، وايضاً لغياب المرجعية القانونية التي توثق عقود الرعاية وتحفظ حقوق جميع الأطراف، وخاصة أن بعض مسؤولي الأندية المحلية أن الرعاية للنادي لا تتجاوز اعلانات القمصان الرياضية وتسويق الشعار، دون الدخول في تفاصيل تهم الشركات للاستفادة من تفاعل جماهير الأندية الرياضية. الشركات المستثمرة في التسويق الرياضي تستهدف الجماهير