من الطريف أن بداية التسويق الرياضي تم خلال الأحداث الرياضية في امريكا عام 1870م وتحديداً من شركات التبغ، التي بدأت الإعلان من خلال مباريات البيسبول وكرة القدم الأمريكية وحدث الأمر الذي لم يتوقعه الكثير حيث حققت المبيعات الخاصة بشركات التبغ رواجاً شديداً جعل الجميع يلتفت الى سوق جديدة تماماً، تحقق أرباحاً طائلة من خلال الرياضة. مع انتشار وسائل الإعلام المختلفة لم يعد الأمر مقصورا على شركات التبغ، ولكنه تحول ليشمل جميع الشركات التي تعمل في مختلف المجالات مثل المشروبات الغازية وغيرها وكانت الملاعب الأمريكية هي الملعب الأول الذي شهد ظهور التسويق الرياضي. وتلك الفترة هي حقيقة انطلاقة التسويق الرياضي ومبعث أهميته، ففي أولمبياد برشلونة 1992م بلغت أيرادات الإعلانات التلفزيونية رقماً جعل الجميع يتعجب وينظر إليه نظرة مختلفة تماما، حيث بلغت 13.300 مليون دولار فقط !! ومن الطبيعي أن يلتفت الجميع الى كنز جديد اسمه التسويق الرياضي، لنرى حقوق البث التلفزيوني والإعلانات في أولمبياد بكين 2008 تصل لاكثر من مليار دولار، وهو رقم كبير بكل المقاييس! وكانت هذه رسالة واضحة للجميع ملخصها أن التسويق الرياضي هو المنفذ التسويقي الاول في العالم . تعدى التسويق الرياضي الإعلان عن منتجات او ملابس بل أصبح حقوق للبث وللاعلان ورعايات لبعض الأندية بشكل كامل، وبيع وشراء اللاعبين واحتكار مدراء فنيين، وأشياء كثيرة جعلت من التسويق الرياضي من اهم مجالات التسويق حول العالم. ولذلك لا نستغرب رؤية الشركات العالمية تتهافت على التسويق الرياضي، فالجمهور موجود والمشاهدة موجودة بنسب لا تتوفر في مجال آخر، إلا في جماهير الرياضية عموماً وعشاق الكرة تحديداً فهم الشريحة الأكبر بين جماهير شعوب العالم. وفى السعوديه بدءاً التحرك والاهتمام بالتسويق الرياضي، ونجد شركات الاتصالات ( STC – موبايلي – زين ) تتجه للحصول على حصة من خارطة الجماهير الرياضية ونرى قطاع الاتصالات استحوذت على رعاية الأندية وذلك كونها الأنسب للفوز بعملاء لديهم الاستعداد لدعم أنديتهم كي تكون الأفضل. ومع استفادة الرعاة والمعلنين .. هل توجد استفادة واضحة للاندية ؟ الاجابة .. لا .. فحجم الارباح المتحصلة من جماهير الاندية وخصوصا (الهلال - النصر - الاتحاد – الاهلي) الذين يتحصلون على فتات من ما تجنية شركات الاتصالات من هذه الاندية، وهنا يتضح أن دور ادارة التسويق في الاندية ( طبعاً غير موجودة ) يعكس قرارات فردية تقتصر على الرئيس او من يمثله وهم غالباً قليلو خبرة في فن المفاوضات التسويقية المتعلقة بالرعايات وفي المقابل نجد ان هناك جيشاً من المفاوضين يمثلون شركة الاتصالات "يخططون، ويرسمون، ويفاوضون" وهنا تكون المعادلة لصالح الشركات وليست للاندية. السؤال الاخير، ألا تستطيع الأندية استقطاب كفاءات تسويقية، تكون لها اليد العليا في التفاوض والتخطيط ورسم الأهداف للنادي، لكي تكون هناك نسبة ربحية منصفة للاندية . كونها ببساطة تمتلك: 1. النادي 2. اللاعبين 3. الجماهير في انتظار الإجابة لنقلب المعادلة !