لا يتوقف التعريف بعلاقة المملكة مع مصر الأقوى من أي علاقة بين أي دولتين عربيتين، فهو أبعد من ذلك بكثير، ولا يتوقف عند فردية سعودية أو فردية مصرية.. ولكنه في الحقيقة سعي وطني وأخلاقي يحبذ الجميع لو كان هذا المسعى له وجود سيطرة على نوعية التصرفات في أي دولة عربية أخرى، وكذا نوعية التزام وطني وأخلاقي.. لئلا يكون هناك تزايد فيما يحدث من وجود مخجل لتعدد الصراعات.. هذا واقع عام، وما تسعى إليه المملكة ومصر.. وهو موجود فعلاً.. اليقين بأن جانباً عربياً تمثله دولتان متوفرتا القوة الذاتية، وجزالة تعدد العلاقات الدولية، ومكانة الاحترام لدى الآخرين هو منطلق حصانة مهمة في وجود استقرار عربي تنطلق منه كل مساعي محاولات إنقاذ العالم العربي من مساوئ العديد مما هو غارق فيه.. اللغة التي أصدر بها الديوان الملكي في بلادنا مضامين رأيه وفكره هي لغة يقين منطلق خلف ممارسة موقف ليس بالطارئ، لأن العلاقة بين مصر والمملكة هي علاقة قديمة وموضوعية.. المملكة لا تطلق رأياً كما هو عند الآخرين مجرد محاولة معرفة رأي آخر لدى جانب آخر، وإنما هي تتجه بالرأي الخاص بها نحو كل فئات ومستويات المواطنة في دولة ليست مجهولة أو ضئيلة القدرات.. ذلك أن تلاقي قدرات المملكة ومصر خصوصاً بما هما عليه من يقين يدفع بكل علاقة عربية متى كانت مستقيمة الأهداف والنوايا نحو وجود استقرار عربي يوفّر فرض واقع عربي بعيد عما يحدث فيه الآن من تعدد للصراعات وللتدخل الأجنبي.. مصر دولة خبرات جزلة، ورصيد كفاءات ليست بالسهلة، لذا فهي تُستهدف عبر هندسة الخصومات للوصول إلى واقع عربي أسوأ.. لكن مصر لا تقبل ذلك وليست بواقع السهولة الذي هي عليه دول عربية عديدة، ولكنها بجزالة وعي وكفاءة ما تواجه به مختلف الاتجاهات غير الموضوعية في عالمنا العربي، حيث مصر تتجه نحو كل واقع أرقى.. ببساطة؛ نعلم أن الرجل التاريخي.. الملك عبدالله.. لم يحدث أن اتجه إلى صداقة حليف خصومات، بل تميّزت سياساته بمنطلقات استقلالية مشهودة الكفاءات، ومصر عندما أرادوا لها أن تكون ذات عضوية في واقع التمزّق القائم رفضت أن تُدفع نحو ممرات تلك المخاطر لتحافظ على استقلاليتها في كل واقع علاقاتها، وواقع ممارسات حكمها..