فجعت المملكة والأمتان العربية والإسلامية في فقدها الكبير رمزاً من رموز قادتها وحكمائها الأفذاذ، ذلك هو الراحل المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي أثرى وجودنا السياسي والاقتصادي بل والإنساني في امتداداته المتفرعة كافة، والموصولة دائما بحلم العيش في سلام واستقرار، أثراها طيب الله ثراه، مجتمعة بالعمل المبصر والنافذ والموثوق بنتائجه. كان الملك الراحل حليما وحكيما، انشغل ليس فقط بالحاضر، بل جعل أكثر اهتماماته تنصرف إلى ما يجب أن يكون عليه الشعب السعودي والاقتصاد السعودي والموقف السعودي من قوة الفاعلية والتأثير الموجب والحياد النافع، ليكتسب الإنسان والموقف والاقتصاد السعودي من ثم، ما يستحق من الاحترام والتقدير اللائق على المستوى الدولي. إن شواهد التنمية والتطوير التي أرسى قواعدها الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله هيأت المملكة للعب دور بات اليوم محوريا ومفصليا، يتعزز ويتأكد بكامل الجدارة والاستحقاق في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله وايدهما بنصره وتوفيقه. لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حاضراً في المشهد السياسي الداخلي لنظام الحكم، درعا أكيداً وقائداً متنبهاً لاستحقاقات وطنه ومواطنيه محبوبا بينهم ومخططا بارعاً لاستراتيجيات الإصلاح والتطوير الشامل لمختلف مجالات حياتهم، وكان دائما مناضلا وأصيلا في انحيازه الحاسم لقضايا أمته المركزية، منافحاً ومدافعاً عنها بقوة الحق الكامن في تلك القضايا، وبأحقية أهلها في العيش بكرامة وانسانية كما الآخرين. وها هي المملكة تتقدم وبثبات وثقة واعية نحو اقتحام المستقبل، فهي من حيث كونها تمثل أكبر دول منطقتنا من حيث حجم الاقتصاد، تبدو منسجمة متماسكة في حركتها نحو ذلك المستقبل، فالتوازن التنموي يتبدى ماثلا بين مناطقها ومدنها ومواطنيها، ولعل ذلك يمثل ضمانة مهمة لتأكيد جدارة النهوض أو الاقلاع الشامل والمأمول نحو الغد، كما إن الإنسان في هذا البلد، مواطنا ومقيما يجد من الاهتمام والرعاية ما يجعله متحفزاً دائما لتحويل الآمال إلى أفعال والأفكار إلى برامج عمل دؤوبة وبذلك تعزز الثقة في احداث التطور وتحقيق الانتقال. إن القيادة الواعية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمشروعات التحديث والتطوير، وفي ظل الالتفاف والتأييد الوطني الواسع لها، ستبقى كفيلة بوضع المملكة على المسار الصحيح للنمو وارتياد آفاق التطور الحضاري والاقتصادي. في وقت باتت فيه دول في العالم مشدودة إلى الوراء، أو منكفئة على ذاتها تداوي اعتلالاتها ومراراتها. إننا كمواطنين نستشعر مسؤوليتنا الوطنية تجاه قيادتنا وولاة أمرنا يحفظهم الله، بدعمهم والوقوف صفا خلفهم وهم يقودون مسيرتنا بكل اليقظة والنجاعة ويحققون النجاح تلو النجاح، على أن أكثر ما يطمئن النفس هو أن قيادتنا الرشيدة باتت كمن يحتمي بالمستقبل ويعمل له، بعد أن أدرك الحاضر وتحصن له، وفي يقيني الراسخ أنه ما من دولة تنزع إلى هكذا خيار، الا اذا استشعرت من نفسها ومواطنيها مزيدا من الايمان والثقة والقدرة على تحقيق الأحلام. ليبارك الله جهود قادتنا وولاة أمرنا وليحفظ الله مسيرتنا. ٭ أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض