أوقعت عمليات القصف الجوي التي يشنها الطيران السوري على مناطق المعارضة المسلحة في مدينة حلب وريفها اكثر من 400 قتيل خلال عشرة ايام، في حين توصل النظام والمعارضة الى هدنة في مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "ارتفع إلى 401 بينهم 117 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و34 سيدة، وما لا يقل عن 30 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف المستمر من قبل القوات النظامية بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية على مناطق في مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى في ريفها، منذ فجر 15 من الشهر الجاري". ويضاف الى الحصيلة، تسعة مقاتلين من "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المرتبطة بالقاعدة، قضوا في القصف، بحسب المرصد. من جهتها اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون أمس عن "قلقها العميق" من الغارات الجوية واستخدام "البراميل المتفجرة" ضد حلب. كما طالب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي القوات النظامية "بوقف عمليات القصف الجوي واستخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد الاحياء السكنية المأهولة في حلب"، داعيا مجلس الامن الدولي الى "اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق وقف شامل لاطلاق النار في سوريا". وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، تفرض القوات النظامية حصارا على المدينة منذ اكثر من عام، وتتعرض لقصف يومي وتشهد اطرافها اشتباكات بين المقاتلين والقوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها. في غضون ذلك، وقع وزير النفط والثروة المعدنية السوري سليمان العباس عقدا لمدة 25 عاما مع شركة سويوز نفتاغاز الروسية، للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية. وقال المدير العام للمؤسسة العامة للنفط علي عباس لفرانس برس ان العقد "هو الاول الذي يبرم للتنقيب عن النفط والغاز" في المياه السورية، وان موسكو حليفة النظام السوري هي التي تمول العقد.واشار الوزير السوري الى ان العقد يغطي مساحة تبلغ 2190 كلم مربع، وان كلفة "التنقيب والاستشكاف تبلغ 100 مليون دولار". ورأى ان التوقيع في "الظروف الراهنة"، يشكل "تحديا كبيرا". وفرضت دول غربية داعمة للمعارضة السورية عقوبات اقتصادية ضد دمشق بعضها في مجال النفط. كما باتت العديد من حقول الانتاج لا سيما في شرق البلاد وشمال شرقها، تحت سيطرة المقاتلين المعارضين للنظام. وشكل الانتاج النفطي موردا اساسيا للحكومة السورية قبل اندلاع النزاع، الا ان الانتاج تراجع بنسبة 90 بالمئة منذ منتصف مارس 2011، ليبلغ 39 الف برميل خلال النصف الاول من سنة 2013. وتسمح الاكتشافات الحديثة في البحر المتوسط بتقدير احتياطات الغاز بنحو 38 الف مليار متر مكعب. وبحسب مجلة "اويل اند غاز"، تتمتع سورية باحد اكبر الاحتياطات من النفط في البحر المتوسط، وتقدر بنحو 2,5 مليار برميل، وهي من الاهم بين كل جيرانها باستثناء العراق.