طالب مساعد مدير تعليم الطائف عبد الرحمن الصخيري، جميع التربويين في مدارس الطائف، بالابتعاد عن العقاب البدني أو الإيذاء النفسي للطلاب والطالبات. وأشار إلى أن لوائح التربية والتعليم تمنع استخدام أي نوع من أنواع العقاب الجسدي، وتحث على استخدام البدائل التربوية. جاء ذلك خلال لقائه المفتوح بنحو 50 قائداً تربوياً من مشرفين تربويين ومديري مدارس في برنامج "أميز" للقيادات التربوية، الذي نظمه مكتب التربية والتعليم بشمال الطائف. وسرد الصخيري خلال حديثه مع القادة التربويين نماذج وقصص تربوية لطلاب وطالبات وصفهم بضحايا بعض المعلمين، إثر تعرضهم لحالات من العقاب البدني أو الإيذاء الجسدي، إلاّ أنه تمكن من معالجتها مع أولياء أمورهم في مكتبه بشكل وديّ. وأكد الصخيري تعرض بعض الأطفال من طلاب المدارس إلى حالات من العنف من جراء استخدام العقاب البدني من قبل بعض المعلمين الذين يلجأون إلى هذا العقاب حال فشلهم في ممارسة الأساليب التربوية الناجحة، وهو الأمر الذي يحول حياة الطالب إلى مواقف مؤلمة وكوابيس مزعجة، ونفور من المدرسة ومقاعد الدرس، مطالباً في هذا الصدد بضرورة التصدي لمثل هذه الممارسات التي يتعرض لها الأطفال، مع ضرورة تطويع جميع عناصر العمل التربوي داخل المدرسة للحد من المشكلة، مع التأكيد على دور المعلم في خدمة الطلاب، ورعايتهم، وتوفير البيئة التربوية المحققة لأمنهم النفسي وحمايتهم من الإيذاء بجميع أشكاله وصوره، كما سرد أيضاً قصصاً تربوية لنماذج مشرفة من المعلمين والمعلمات الذي بنوا علاقتهم مع الطالب على أسس من الرحمة والأبوة والشفقة والاحترام، وقال إنه يبحث عن معلم زاره مسؤول في وزارة التربية والتعليم قبل 15 عاماً في إحدى المدارس المستأجرة جنوبي الطائف، إلا أنه كان مثالاً للأب والمعلم والمربي مع طلابه في الصف الثاني الابتدائي، ولا يزال تعامله الأبوي التربوي راسخاً في الذهن حتى اليوم؛ إذا هو أحد الرموز التربوية الواجب تكريمها والاحتفاء بها. ودعا الصخيري مديري المدارس إلى ضرورة تفعيل شعار "تربية بلا عنف" في مدارسنا، وتفعيل البدائل التربوية السلمية بديلاً للعقاب البدني أو اللفظي تجاه الطلاب والطالبات في المدارس، جازماً أن البيئة المدرسية لن تحقق أهداف التربية والتعليم السليمة إلاّ إذا كانت آمنة نفسياً، مضيفاً أن الأسرة والمدرسة تشكلان شخصية الطفل، وأن مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة والمدرسة والمجتمع) تتقاسم تحقيق الأمن النفسي السليم للطفل، مطالباً بالحد من ظواهر العنف بكافة أشكاله وصوره، وأن تعمل المدرسة على تحقيق الأمن النفسي في المدارس، وذلك من خلال برامج تعزز التعامل الصحيح والسليم مع الطلاب؛ للخروج بجيل سليم، بعيداً عن ظواهر العنف، مبرزاً أثر العلاقات الاجتماعية في تحقيق الصحة النفسية للطلاب. يذكر أن وزارة التربية والتعليم قد وجهت مؤخراً جميع إدارات التربية والتعليم بتزويد الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بإحصائيات تتضمن عدد قضايا وحالات الإيذاء التي تقع على الطلاب، ونوعها، والمرحلة الدراسية، وأساليب التعامل معها، والتي تمت دراستها ومعالجتها ورعايتها من خلال إدارات التربية والتعليم والمدارس في السنوات الأربع الأخيرة من صدور برنامج الحد من الإيذاء بما يسهم في تطوير البرنامج والأعمال الإرشادية والتربوية الأخرى بهذا الخصوص.