كدت مصادر مطلعة أنه في حال صحت المعلومات عن تجنيد حزب الله اللبناني مقاتلين شيعة من الكويت للقتال في سورية، فإن ذلك "سيترك آثارا سلبية على العلاقات المتوترة أصلا بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران" على اعتبار أن الحزب لا يمكنه الإقدام على مثل هذه الخطوة واختراق المجتمعات الخليجية من دون موافقة "الحرس الثوري" ونظام طهران. وقالت المصادر لصحيفة "السياسة" الكويتية في عددها الصادر أمس إن هذا "يعد مؤشرا خطيرا يتوقع أن يترك تداعيات سلبية لا سيما أنها تؤكد أن الحزب يقوم بحملة تجنيد في دول المنطقة كافة وبهدف جذب الشبان الشيعة إلى صفوفه تحت ذريعة الدفاع عن المقدسات في سورية، وفي مقدمها مقام السيدة زينب في ريف دمشق". وأضافت "كما تؤكد المعطيات الجديدة صحة المعلومات التي تحدثت عن أن الحزب يعاني من نقص حاد في الرجال بعد إرساله غالبية مقاتليه إلى سورية، وهو ما ظهر جليا من خلال اعتماده على الشبان الصغار والفتيان في الإجراءات الأمنية التي فرضها في مناطق نفوذه في لبنان خلال أشهر (آب) أغسطس و(أيلول) سبتمبر و(تشرين أول) أكتوبر الماضية، بعد التفجيرات التي ضربت معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت". وبحسب الصحيفة، كشفت مصادر المعارضة السورية عن أن 20 كويتيا شيعيا على الأقل يقاتلون في صفوف "حزب الله" في سورية، وأن اثنين منهم قتلا في المعارك خلال يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول الماضيين. وفي إطار نشره على دفعات أسماء وصور ألف مقاتل من "حزب الله" سقطوا في سورية، كشف موقع "كلنا شركاء" الالكتروني السوري المعارض، في الحلقة الثانية، عن مقتل كويتيين شيعيين اثنين هما حسين فاضل وخالد خلف، موضحا أن الأول قتل في 31 تموز/يوليو الماضي، والثاني في أيلول/سبتمبر الماضي. وأوضح أن المقاتلين الاثنين من بين "عشرين مقاتلا من شيعة الكويت جنّدهم "حزب الله" مطلع سنة 2012 تحت ذريعة الدفاع عن مقام السيدة زينب بدمشق"، مضيفاً ان "هؤلاء تلقوا تدريبات قتالية أولية في إيران لمدة لا تتجاوز الشهر، قبل أن يتم زجهم في جبهات القتال". وقالت الصحيفة الكويتية إن الكشف عن هذه المعلومات جاء في الحلقة الثانية من أسماء مقاتلي الحزب الذين سقطوا في سورية، وأكد موقع "كلنا شركاء" أن عددهم ألف وسينشر أسماءهم وصورهم تباعا، حيث نشر في الحلقتين الأولى والثانية صور وأسماء 180 مقاتلاً بينهم الكويتيان فاضل وخلف. وطبقا للصحيفة، أزعجت خطوة الموقع الالكتروني السوري المعارض "حزب الله" بدليل أن إعلامه (موقع قناة "المنار") الذي اعتبرها محاولة لتأليب جمهوره عليه، أطلق حملة مضادة أسماها "كلنا شهداء"، تعبيرا عن "الفخر" بسقوط القتلى أثناء "تأديتهم واجبهم الجهادي". وقالت "وإذا كان حزب الله يجاهر بمساندته العسكرية لقوات النظام السوري ومعه مقاتلون شيعة من العراقوإيران، إلا أنه لم يكن معلوماً وجود مقاتلين كويتيين أو خليجيين في صفوفه قبل الكشف عن هذه المعلومات".