نجم الوسط الأبرز.. من حواري معن إلى شارة القيادة الأهلاوية

الجاسم الأكثر تأثيراً في "قلعة الكؤوس" يرسم الفرح على المدرج "الأخضر"

يدرك الأهلاويون أكثر من غيرهم أن ناديهم يقدم هذا الموسم مستوى جاء على خلاف حجم العمل والاستعدادات التي ظهرت قبل بداية الموسم إلا أنها لم تؤت ثمارها عطفاً على نتائج الفريق المتراجعة وفي الجولة العاشرة تلقى الأهلاويون خسارة مفاجئة من التعاون بهدفين مقابل هدف أثارت الكثير داخل البيت الأهلاوي وعلى ضوئها استغنى البرتغالي بيريرا عن خدمات لاعبيه الأجانب سيزار وسيموس ويونس محمود في وقت كان الأهلي يستعد لملاقاة الشباب في لقاء يمثل للأهلاويين الشيء الكثير إلا أن الشباب نجح في إسقاط الأهلي ليزداد بذلك الضغط الجماهيري من المدرج الأهلاوي احتجاجاً على حال فريقه وتلقيه خسارتين متتاليتين وفي وسط الأزمة الأهلاوية نجحت إدارة النادي في تجديد عقد قائد الفريق تيسر الجاسم قبل الجولة الحادية عشرة والتي كان فيها نجران ضيفاً على الأهلي وانطلق لقاء الجولة الحادية عشرة وجماهير الأهلي تترقب فوزاً يعيد لها فرحتها الغائبة منذ جولتين، انطلق قائد الفريق تيسير الجاسم وأمامه المحترف البرازيلي مارسارو الذي سدد كرة قوية تصدى لها حارس نجران ماجد أبو مليحة ليكملها الجاسم هدفاً أول في مرمى نجران وفي غضون دقائق استطاع نجران أن يسجل هدفين ويتقدم على الأهلي ليعيد الحزن إلى قلوب جماهيره إلا أن ذلك لم يدم طويلاً فقد أرسل تيسير الجاسم كرة طويلة وضع فيها الشاب مصطفى بصاص أمام المرمى لينجح من إدراك التعادل وفي الشوط الثاني أكد تيسير الجاسم قيمته الفنية وأنه يستحق الملايين التي حصل عليها ليبقى بقميص الأهلي لفترة طويلة وينجح في تسجيل هدف الفوز الثالث من نقطة الجزاء تقدم لها وسددها بكل هدوء ليعلن بها فوز الأهلي بالمباراة ويقدم نقاط المباراة هدية للأهلاويين بمناسبة تجديد عقده ويقف بأدائه الجميل على نجومية الجولة الحادية عشرة بعد أن سجل هدفين وصنع ثالثاً في ليلة كانت خضراء وكان هو عريسها بالنسبة للأهلاويين.
تيسير جابر الجاسم ولد في قرية بني معن شرق الهفوف في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية في 25 يوليو 1984 م وكأي شاب كان شغفه بكرة القدم كبيراً حيث بدأ ركل الكرة في الملاعب الترابية المحاطة بالنخيل الأحسائي وذاع اسم تيسير نجماً في قرية معن حتى انضم لفريق الحارة وبدأ يظهر بمستوى مبهر لكل من يتابع مستواه وأبهر على وجه الخصوص حمد العريفي واحداً من أبرز رجال نادي هجر ليعمل جاهداً على ضمه للفريق مستغلاً بذلك علاقته القوية مع شقيقه الأكبر مسفر الجاسم والذي كان معارضاً انضمام شقيقه لهجر كونه مازال صغيراً على كرة القدم إلا أنه تنازل عن موقفه أمام ضغوطات صديقه المقرب حمد العريفي وحمل الجاسم حقيبته الصغيرة وارتدى قميصه الرياضي ودخل لنادي هجر لخوض تجربة أبهر بها المدرب المصري الراحل العربي البحطيطي والذي أوصى من المران الأول أن يسجل تيسير لاعباً في هجر والذي دافع عن ألوانه لمدة عامين ليقدم الأهلاويون مبلغ ربع مليون ريال لنادي هجر مقابل التنازل عن خدمات اللاعب الشاب ولحق تيسير بأخيه الأكبر مسفر والذي كان يدافع عن ألوان الأهلي آنذاك قبل أن يعتزل كرة القدم بسبب إصابة لحقت به وفي الأهلي ظهر تيسير للمرة الأولى أمام القادسية الكويتي ثم واصل ظهوره بمستويات مميزة أبهرت محبي النادي وفرض نفسه لاعباً أساسياً على غالبية المدربين وسجل حضوراً قوياً في قميص الأهلي حتى وصل من خلاله لتمثيل المنتخب السعودي في عام 2005 وفاز تيسير مع الأهلي بعدد من الألقاب أهمها كأس الملك مرتين وكأس ولي العهد وكأس الخليج وكأس الأمير فيصل بن فهد ويحمل الجاسم شارة القيادة الأهلاوية منذ موسمين بعد رحيل محمد مسعد عن صفوف الفريق ويحظى لاعب الوسط بشعبية جارفة في المدرج الأهلاوي ويهوى الجاسم المناسبات العائلية والجلوس أمام أمواج البحر بعيداً عن ضوضاء المدينة والشوارع وسبق له تجربتان احترافيتان في قطر جاءت بمرحلة قصيرة جداً حيث لعب لناديي الغرافة وقطر القطري.