نجح لاعب الوسط الأهلاوي تيسير الجاسم (26 عاماً) في خطف الأضواء والنجومية من بقية اللاعبين في دوري زين السعودي في الجولات الأخيرة، إذ توّج اللاعب تألقه اللافت وأداءه الباهر بحصوله على جائزة أفضل لاعب في الجولة ال 15 خلال لقاء الاتفاق الذي صال فيه وجال وأعاد الذكريات الجميلة التي كان فيها لاعب الوسط يشكل قوة ضاربة في فريقه ومنتخب بلاده، حيث اصبح شعلة الوسط في «قلعة الكؤوس» وفرض حضوره بقوة في خريطة الفريق الكبير بعد نيل إعجاب المدرب الصربي ميلوفان الذي بات يعتمد عليه بشكل كبير في تأدية الأدوار الدفاعية والهجومية، نظراً لموهبة اللاعب العالية ومهاراته الرائعة ولياقته البدنية الجيدة وعزيمته وإصراره وحماسته وإرادته القوية على خدمة فريقه. وشق «فتى الاحساء» الموهوب، تيسير الجاسم المولود في ال 25 من تموز (يوليو) في عام 1984 مسيرته الرياضية مع «المستديرة» منذ سن باكرة، وذلك في مسقط رأسه هجرة النخيل في محافظة الأحساء، إذ لعب مع فريق حارته الذي يسمى ب«معن»، وبرز معه بشكل لافت وهو لم يتجاوز ال 11 عاماً، ومن الصدف أن لاعب هجر السابق حمد العريفي كان «معلماً» في المدرسة ذاتها التي يدرس بها الجاسم، وكان حينها العريفي زميل مسفر الشقيق الاكبر للاعب تيسير، حيث كانا يلعبان في صفوف فريق هجر الأول، فتحرك العريفي صوب مسفر لإقناع شقيقه الأصغر باللعب لنادي هجر، ومع تأكيد مسفر أن شقيقه لا يزال صغيراً لانضمامه لأي نادٍ، لكن مرت الأيام فاقتنع مسفر بانضمام شقيقه إلى هجر، فقام باستقطابه للتجربة تحت إشراف المدرب المصري الراحل «البحطيطي»، الذي أوصى بقيد اللاعب في الكشوف الهجراوية، وكان حينها عمره 14 عاماً، ولم يستمر في هجر طويلاً، إذ بعد عام ونصف لحق بشقيقه مسفر وانتقل للنادي الأهلي في جدة. وعاش النجم الأهلاوي اللامع تيسير الجاسم الغربة منذ صغره في مدينة جدة بعدما تركه شقيقه الأكبر مسفر بمفرده بعد عودته إلى الأحساء، نظراً لتعرضه لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب، ولكن الجاسم أثبت جدارته بارتداء الشعار الأهلاوي، وقدم مستويات رائعة حتى بات ورقة فعالة في أجندة المدربين الذين مروا على الاهلي، خصوصاً المدرب الصربي نيبوشا موسكوفيتش، حيث حصد الجاسم مع «قلعة الكؤوس» بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد من أمام المنافس التقليدي الاتحاد، وأحرز هدفاً لا ينسى في النهائي التاريخي، وتنبأ له النقاد والمراقبون بأن يكون أحد الأسماء اللامعة في سماء كرة القدم السعودية، وخاض اللاعب تجربة الاحتراف في الدوري القطري بنظام الإعارة على فترتين كانت الأولى منها مع الغرافة في أيار (مايو) من عام 2007، والثانية مع فريق قطر الشهر ذاته من عام 2009، ويحظى الجاسم بشعبية جماهيرية كبيرة في أوساط «القلعة». ويوصف اللاعب الاهلاوي ب «ترمومتر» الإبداع في وسط فريقه، والنجم الخجول إلى أبعد الحدود خارج الميدان، والشجاع داخل الملعب والمرعب للمدربين والمدافعين كافة من الخصوم والمنافسين.