تعقد الجماهير الأهلاوية الليلة آمالاً عريضة على قائد فريقها تيسير الجاسم (28 عاماً) لقيادة «قلعة الكؤوس» إلى تحقيق الانتصار في الدربي الآسيوي أمام الاتحاد في الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا 2012، ومواصلة تقديم مستوياته اللافتة وتسجيل حضوره الفني المميز، إذ يعتبر حالياً «ترمومتر» الإبداع في وسط القلعة، وشعلة النشاط التي لا تهدأ في مواجهات فريقه الكروية، والقوة الضاربة التي ترسم خريطة الطريق نحو الانتصارات وتحقيق الألقاب الذهبية في الأعوام الماضية. وشق فتى الأهلي الموهوب تيسير الجاسم المولود في 25 يوليو 1984 مسيرته الرياضية مع المستديرة منذ سن باكرة وذلك من خلال مسقط رأسه مدينة النخيل (الأحساء)، إذ لعب مع فريق الحارة «معن» وبرز معه بشكل لافت للنظر وهو لم يتجاوز 11 عاماً، ومن الصدف أن لاعب هجر السابق حمد العريفي كان مدرساً في المدرسة ذاتها التي يدرس فيها تيسير وكان حينها العريفي زميل «مسفر» شقيق تيسير الأكبر، إذ كانا يلعبان في صفوف فريق هجر الأول فتحرك العريفي صوب مسفر لإقناع شقيقه الأصغر باللعب لهجر ومع تأكيد مسفر أن شقيقه لا يزال صغيراً، وليس الوقت مناسباً لانضمامه لأي ناد لكن مرت الأيام فاقتنع مسفر بانضمام شقيقه إلى هجر فقام باستقطابه للتجربة بإشراف المدرب المصري العربي البحطيطي - يرحمه الله - الذي أوصى بسرعة قيد اللاعب في الكشوفات الهجراوية وحينها كان عمره 14 عاماً ولم يستمر في هجر إلا قرابة العام ونصف العام ولحق بشقيقه مسفر في الانتقال للأهلي. وعاش النجم الأهلاوي اللامع تيسير الجاسم الغربة منذ صغره في مدينة جدة بعدما تركه شقيقه الأكبر مسفر لوحده بعد عودته إلى الأحساء نظراً لتعرضه لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب، ولكن تيسير أثبت جدارته بإرتداء الشعار الأهلاوي، وقدم مستويات رائعة حتى بات ورقة فعالة في أجندة المدربين الذين مروا على الأهلي، خصوصاً المدرب الصربي نيبوشا موسكوفيتش الذي منحه فرصة اللعب كاملة، وتنبأ له النقاد والمراقبون بأن يكون أحد الأسماء اللامعة في سماء كرة القدم السعودية، وخاض اللاعب تجربة الاحتراف في الدوري القطري بنظام الإعارة على فترتين كانت الأولى منها مع الغرافة في مايو 2007، والثانية مع قطر في مايو 2009، ويحظى الجاسم بشعبية جماهيرية كبيرة في أوساط القلعة، وهو اللاعب المحارب دوماً في وسط الراقي والنجم الخجول إلى أبعد الحدود خارج الميدان سواءً خلال مسيرته الحافلة مع ناديه الأهلي أو مع المنتخب السعودي.