حين تكون لغة الأرقام حاضرة، يصعب على أي كائن أن يجافي الحقيقة والواقع، فماذا تقول أرقام "ساهر" وفق دراسة لمركز الملك عبدالله للأبحاث والتي أعدها الدكتور سعود التركي وهو المدير لأبحاث الأصابات بمركر الملك عبدالله العالمي للأبحاث بالرياض، خلال ورقة قدمها بمؤتمر "طب الأصابات"، والذي اكد من خلالة انخفاض عدد "الحوادث" المرورية، بعد تطبيق ساهر، ولكن المشكلة أين ؟ هي أن عدد "الوفيات" لم ينخفض بل سجلنا المرتبة الثانية عالميا في نسبة الوفيات، ونجح بخفض الحوادث فقط. وحين نفتش عن السبب والخلل أين ؟ نجد أن نظام ساهر فقط ركز على جانبين "السرعة وقطع الإشارة" وهاتان المخالفتان لا تشكلان إلا 31% من أسباب الحوادث وفق الدراسة. بمعنى وجود ما يقارب 69% من أسباب الحوادث لا يعالجها"نظام ساهر" وتتمثل النسبة 69% من الحوادث في "القيادة المتهورة، عدم الالتزام بقواعد المرور، غياب القوانين الصارمة، وعدم تواجد المرور" هذا ما تقوله الدراسة، وأذهب معها مؤيداً، ان النظام المروري يعاني الخلل، فلا يمكن ان تضع حلولاً مبتورة وجزئية وغير مكتملة، فنظام ساهر مر عليه الآن اكثر من 3 سنوات ولم يتطور ويتغير، فالمخالفات مستمرة بل وتزيد، والوعي والثقافة المرورية متدنية جدا. أعتقد على "المرور" أولا، التواجد بالميدان، برقابة صارمة وتطبيق القوانين، لم نعد نرى المرور في الميدان، إلا منظماً لزحام، بل إن دورية المرور تشاهد المخالفات ملء البصر ولا يتوقف ويخالف من يخالف، فأصبح مجرد وجود شكلي لا غير، الوقوف الخاطئ كثير، التجاوز سائد وعام، عكس السير، تجاوزات مرورية لا تتوقف لأنه لا يوجد "رادع"ولا "قانون يطبق" حين نشاهد دولا تطبق القوانين بصرامة وتستمر يرتفع سقف الوعي لدى الجمهور، ولا يجب أن نتبع أسلوب الحملات الموقته المرورية وغيرها، فضررها أكثر من نفعها، لأنها وقتية وينتهي كل شيء بنهايتها. نطالب ببرنامج متكامل إمكانيات يتم توفيرها، قوانين تطبق بشمولية لكل المخالفات المرورية ولا تستثني شيئا، تطبيق بعدالة ونظام، حين نقول إن عدد الوفيات بالمملكة يقارب 20 شخصا يوميا ناهيك عن المصاب والمعوق وغيره، فهي كارثة مرورية لا شك، ولا اعتقد يوجد منزل في بلادنا لم تطله مصيبة حادث مروري لقريب أو نحو ذلك، الكل يعاني والتهور هو الأساس. لا يجب اختزال "ساهر" بصورة "جابي المال" ويركز على مخالفات تشكل 31% وننسى 69%، ودور ساهر والمرور متجانس ومنسجم، ولكن نجد تبايناً كبيراً، فما فعل "ساهر" وهو لم يخفض الوفيات ؟؟ هي شهادة بفشل النظام المروري لدينا لأنه لم يقلص الوفيات والعبث المروري بالشوارع، فماذا يفعل المرور غير تنسيق ومتابعة الزحام، هل هناك شيء آخر يعمله ؟