جميع المسلمين يعرفون المكانة العظيمة، والمنزلة الرفيعة للمساجد التي يعمرها من آمن بالله واليوم الآخر, وأنها بيوت الله التي أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه. وبما أن المملكة العربية السعودية دولة الإسلام، ومحكمة شرع الله في جميع شؤونها، فإنه لا يستغرب عليها أن تجعل بيوت الله تعالى في صدر أولوياتها، سواء من حيث إنشائها وبنائها ابتداء، أو من حيث صيانتها، وترميمها, وتشغيلها، ونظافتها، والمحافظة عليها بعد البناء. ومن أوجه عناية المملكة بالمساجد إنشاء وزارة يكون من أهم اختصاصاتها وأعمالها: خدمة المساجد، والعناية بها، والاهتمام بها، حتى تظهر بالصورة اللائقة بقدسيتها، وسمو رسالتها بوصفها منارة إشعاع ديني وثقافي وعلمي واجتماعي. ولاشك أن ما يزيد من عناية الوزارة بالمساجد، ويضاعف من جهودها أن الذي يرأس هذه الوزارة هو رجل من أهل العلم، والفكر، والثقافة، والإدراك التام لرسالة المسجد في المجتمع، وهو معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله - الذي لا يفتأ يتابع أوضاع المساجد، ويجوب أرجاء المملكة، ليقف بنفسه على المساجد، ويتفقد أحوالها، ويتعرف إلى احتياجاتها ومشكلاتها، وصولا إلى الحلول. وهو في ذلك يواصل اجتماعاته ولقاءاته مع جميع المسؤولين في الوزارة على قطاع المساجد من وكلاء الوزارة، ومديري الفروع، ومديري المشروعات، وغيرهم، لتدارس أوضاع المساجد، وسبل الرقي بها من جميع النواحي. ومن ذلك اجتماع معاليه مع أصحاب الفضيلة المديرين العامين لفروع الوزارة بمناطق المملكة الثلاث عشرة الذي عقد يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر المحرم 1435ه في مبنى الوزارة الجديد بالرياض بحضور وكلاء الوزارة، ومسؤولي المشروعات والصيانة، والإدارات المالية بجهاز الوزارة والفروع. وفي هذا الاجتماع المهم أعلن معاليه عن بدء الوزارة في تنفيذ برنامج سنوي جديد للعناية ببيوت الله، يحمل شعار «العناية بالمساجد فنيا» بحيث يكون الهدف الرئيس منه: تحسين صورة المساجد، وإظهارها بالمظهر اللائق بمكانتها، والعناية بمرافقها من دورات المياه، والمواضئ وفق آلية علمية، وخطة مدروسة, وضعت بعناية تامة، حتى يؤتي هذا البرنامج الجديد أكله في أقرب وقت ممكن إن شاء الله . * وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية