في الأمس: كان للسينما العربية توهج على المستوى المحلي، هناك بعد أن تم تداول مكائن عرض السينما وكثرت محلات بيع وإيجار الأفلام في شارع المربع بوسط الرياض؟ يعتبر فريد شوقي البطل في الدراما المصرية من أهم الممثلين الذين علا شأنهم وأصبح الجمهور يعتبره في تلك الحقبة الزمنية بطلاً من ابطال الواقع. من أهم الاعمال السينمائية التي قدمها فريد شوقي - رحمه الله - فيلم "فتوات الحسينية 1954م". لم تكّن الفكرة واضحة لدى العامة من الجمهور، ربما الثقافة محدوده في فكَّ الخيوط الفنية بالفيلم، لكنه أعجبهم عنفوان فريد واسترداده الحق، الفيلم كان يقدم وقتها درساً عن الحق في الحياة وتسليط الضوء على مرحلة زمنية سادت فيها قوانين البطش والقوة الغاشمة الخارجة على سُلطة القانون والمساواة والحماية القانونية والحرية والأمان الشخصي. كان يناقش ما يحدث في الوطن العربي - حالياً - في صورة مصغرة عن الحارة. من بطولة فريد شوقي ومحمود المليجي وهدى سلطان واخراج نيازي مصطفى. «ملِك الشاشة» فريد شوقي وغيره من ابطال السينما المصرية آن ذاك كانت جماهيرهم تزداد محلياً بعد منتصف الستينيات الميلادية التي تزامنت مع فتح محلات تأجير مكائن السينما وبكرات الأفلام وانطلاق البث الرسمي للتلفزيون السعودي 1965م. بينما اليوم وبعد تردي السينما العربية، ذهب المشاهد المحلي إلى غير رجعة وفي غير الاتجاه الذي بناه ذاك الجيل في السينما العربية، ربما المشاهد أصبح يبحث عن استمرار في ما يقدم من الإنتاج «الهوليودي» المستمر في أفلام الخيال والرومانسية وأفلام الواقع وغيرها.