يطلق فئة من الناس ليست بالقليلة رجالاً ونساءً العنان لألسنتهم فتطلق سهاماً من الكلام لاذعةً وتناسوا أن خير الكلام ماقل ودل وأن اللسان مثل الحصان الذي يمتلكه الإنسان إن هنته هانك وإن صنته صانك. فرب كلمة لونطقت لقالت لصاحبها:دعني أرجوك!! فهؤلاء ارتكبوا القيل والقال وكثرة السؤال والانشغال بأخبار فلان وعلان ونقل الكلام. إنهم مرضى مسجونون في عالمهم الخاص وفي مرضهم اللساني المستعصي الشفاء والعياذ بالله! إلا من رحم ربي وهداه فانظر أخي وأختي القارئة لأي الفريقين تنتسبون؟ علماً أن هذا المرض قد أصابنا بالصداع المزمن وعلة في الأعصاب نكاد ننفجر من هذه المهاترات اللسانية، وأنا شخصياً أعرف كثيراً من أولئك وحاولت أنصحهم دون جدوى فأولئك محتاجون إلى إرشادهم بطرق شتى وتحفيزهم منذ الصغر عن طريق الوالدين على طرق التفكير السليم والسلوك السليم ولكن لا حياة لمن تنادي! أرجوك صديقي الثرثار لم أعد أحتمل ثرثرتك وأسئلتك المتعمقة ودع عنك مالا يعنيك حتى لا تلقى مالا يرضيك تحملتك كثيراً، تفاهتك حمقك، سوء تقديرك، سوء تفكيرك، أنت وحدك سيد، قرارك فهل تريد أن تخسرني أنا وغيري وبتعقلك ستستجيب لدعوتنا لك بالهداية ولن تعطيني ظهرك وتمارس عادتك السيئة وتكون منفراً لمن حولك بالغوص في أحوالهم وبالسؤال عن أدق التفاصيل وبالثرثرة والتخبط بالحديث والاستئثار به ونقل الأخبار وفضح الأسرار والأقبح من ذلك السخرية والشماتة وأكل لحم أخيك المسلم ألا ترعوي رعاك الله وهداك؟. صديقي للأسف لم يرعو بل زاد سوءاً وإصراراً لإرضاء نفسه المريضة ولم يتب فلهث وراء كل إسفاف من القول والله يكره الفاحش البذيء. لقد نسي أولئك أننا نعيش في عالم شهد تطوراً تكنولوجياً وتقنياً وعلمياً هائلاً ومتسارعاً يحتاج إلى عقول منتجة فاعلة عاملة لا رغّاية!! إن التعبير أصبح معضلة وأصعب من اختراع الصاروخ!!. ومما أدهشني أن من يستخدم الجوال كأنه يتحدث في ندوة!!بطلها الرغاي البطل المغوار عنتر زمانه في الرغي! وعندما تفتح الجوال للرد تأتي مقدمة من التحية من العيار الثقيل حشوا وإعادة وتطويلا. أخي الجوال ليس غاية، وليس لفضول الكلام إنه للضرورة القصوى. أنا لا أظن بل أجزم أن أولئك خاوية عقولهم ليس لهم هدف ولا هم إلا تناول الطعام والنوم والنزهة فحسب هذه صفاتهم!! ومن سوء حظي ذات يوم كنت وبالمعنى الشعبي(قالطاً) عند أحدهم وكنت إلى جانبه أجلس فضرب على كتفي بقوة وحاول العبور إلى عالمي الخاص بدون جواز سفر!! وقال: كيف الحال؟ وماذا تعشيت البارحة؟! وهل بيتك ملك؟! وكم تزوجت ؟! وماذا أنجب فلان؟! ومن باعك المنزل؟! وكم رصيدك؟ّ!... إلخ الحضور يترقبون وأنا يصب عرقي ورجلي تهتز بلا شعور وأنظر إلى الساعة عله يفهم بلا جدوى.. يالحظي التعيس!! ما هذا الخواء الفكري والانحطاط اللساني؟!! أين عمق الفكرة وجدوى السؤال والحذر من سقطات اللسان وأين الاختصار؟ فعلينا أن نترك هذه الأمراض الموروثة في زمن شاخ وولى في ظل الجهل وقلة التعليم والتقدم الحضاري فلا بد من توجيه الجهد والوقت لقول نافع وعمل نافع فلابد أن نحترم ميراث النبي من أخلاق وصمت وتأمل مستمر وترك فضول القول والخوض في أحوال الناس مما لا يجدي ويفضي إلى القطيعة وعلينا أن نراقب العلماء وأن نتأسى بهم وببسمتهم ونظرتهم المتأملة وذكرهم الدائم لله بدلاً من الثرثرة. ولا بأس من المزاح الخفيف كما كان يفعل الرسول والسؤال بقدر الحاجة. وفي الختام أختي أخي أنت سيد قرارك فاخرج من هذه المتاهة اللسانية بسلام تعش بسلام.