مما لا شك فيه أن عملية التنظيم هي المحك الرئيسي، فالنظام هو أساس الضبط، نبني عليه أسس وحياة يتدرج عليها الشخص حتى يفرز لنا نتائج ايجابية.. مع اقرار اغلاق المحلات التجارية سنشاهد تغيرات ملحوظة في المدن، في المحافظات.. في جميع دول العالم الغربي والشرقي نجد أن هناك تنظيما ونظاما ينص على اغلاق المحلات التجارية منذ وقت مبكر.. نلاحظ ونشاهد أن المحلات لدينا سواء في المجمعات التجارية أو في المحلات التجارية بالطرق والشوارع، نجد أنها متواصلة بالبيع والشراء حتى منتصف الليل وهذا له اثر سلبي وخير دليل الزحام المتواصل.. محلات متواصلة منذ الصباح ويتم الاغلاق الظهيرة.. وتشرع ابوابها منذ صلاة العصر حتى منتصف الليل، لا نجد له أي مبرر. ما المانع من وضع وقت محدد لاغلاق المحلات، الساعة التاسعة مساء أو الساعة العاشرة كأقصى حد، ويستثنى من ذلك الصيدليات والمطاعم (للحاجة الفعلية لها).. سنجد تغيرا غير طبيعي، الازدحام سوف يقل كثيراً، الأمان سيكون له أكثر استقرار... تقل الحوادث، والسرقات، شاهدنا ذلك في بعض الدول العربية والدول الاوروبية.. قليل جداً أن نرى اشخاصا يتجولون بالطرقات والشوارع بالسيارات.. سيكون هناك تنظيم وسوف يتدرج ويتبرمج المواطن لاقتناء وقضاء احتياجاته الخاصة والمنزلية من مأكل ومشرب منذ وقت مبكر. الان نشاهد التكدس الحاصل عند الإشارات والطرق بالزحام، حالة استنفار من بعد الساعة التاسعة مساء وقت الصيف والساعة الثامنة وقت الشتاء.. استنفار وذروة غير طبيعية. بل ان هناك اشخاصا يخرجون بعد الساعة العاشرة لقضاء احتياجاتهم خصوصاً وقت الصيف معللين ذلك الحرارة الشديدة في المنطقة. هي مسألة وقت ويعتاد الشخص.. مثل ما اعتاد على اجازة نهاية الأسبوع بدلا من الاربعاء والخميس أصبحت الجمعة والسبت.. هي مسألة وقت ليس إلا. ما المانع من إنهاء مستلزماتك عصراً أو بعد المغرب؟ لا يوجد فرق ولكن نحن اعتدنا على الخروج من بعد العشاء وهي عادة ليس إلا لوجود مبرر قوي وهو علمنا بأن المحلات متواجدة وتستقبل الزبائن حتى منتصف الليل.. مدن خارجية وعواصم يتعدى عدد السكان بتلك المدن عشرات الملاين.. ومع ذلك هناك تنظيم وآلية وقد التزموا بها وهم منذ عشرات السنوات يسلكون هذا الصراط.. ولا يوجد ضير في ذلك! هناك من يتذمر عند الخروج من بعد الساعة الثامنة أو التاسعة لحضور مناسبة ما.. يتذمر من الزحام، ونجد أن نسبة (60 %) من هؤلاء المتواجدين بالطرقات يتنقلون لقضاء احتياجاتهم...ولكن لو كان هناك قرار لوجدنا القليل من هؤلاء متواجدين.. لن نكون أفضل من الدول الاوروبية والشرقية من حيث الرؤية الاقتصادية وجدواها.. من حيث اغلاق المحلات.. فلديهم شعوب بمئات الملايين.. ولديهم محلات تتعدى مئات الألوف في المدن.. ومع ذلك اقتصادهم الداخلي رائع والبطالة قليلة. نعم هناك تذمر سيأتي من الكثير.. ولكن هي مسألة وقت وبرمجة الذات.. ومن ثم سيشاهد هذا المتذمر أن هناك فرقا بين الماضي والحاضر. نحن مشكلتنا نتمشى مع الأعراف وأصبحت تلك الاعراف هي من يقودنا.. حتى مع القرارات التي فيها مصلحة نجد أن الأعراف تقف ضدها.. محلات لا تغلق أبوابها إلا منصف الليل ماذا يعني؟ هي عادة وليس تنظيما. نرى محلات لا جدوى لها لتشرع ابوابها حتى منتصف الليل.. مواد بناء وسباكة وغيرها الكثير. مع التنظيم والقرار سنشاهد تغيرا ملحوظا وفيه مصلحة للمواطن والوطن.. والله من وراء القصد.