بشرائه لنادي شيفيلد يونايتد الانجليزي بدد الأمير عبدالله بن مساعد الأحلام الوردية عند كثيرين ممن ظلوا يحلمون معه بإحالة مشروع تخصيص كرة القدم في السعودية إلى واقع على الأرض بعد أن ظل لسنوات طويلة واحداً من الأحاديث المتكررة التي يلوكها أنصار الرياضة بمختلف شرائحهم. تلك الخطوة التي أقدم عليها ابن مساعد وهو "العراب" الفعلي لمشروع الخصخصة ومن أخذ على عاتقه الإمساك بمقود قيادته أبانت - وإن بشكل غير مباشر- عن أن هذا المشروع الذي كنا نترقب البدء فيه رسمياً مع نهاية العام 2014 أي بعد عام أو أقل من اليوم وهو ما كان يتم التلميح له في غير مناسبة أنه بات حبيس الأدراج الحكومية مثله في ذلك مثل مئات الملفات التنموية في الرياضة وفي غيرها. صحيح أن أحداً من القائمين على المشروع سواء من الدوائر الحكومية المعنية بالملف، أو من دائرة فريق التخصيص الذي يقوده الأمير عبدالله لم يدلِ بشيء يؤكد أو حتى يلمح إلى ذلك؛ لكن ذهاب الأمير عبدالله وهو الذي كان يعوّل عليه بأن يكون أول المبادرين لتعليق جرس الخصخصة إلى الاستثمار في النادي الانجليزي، والصمت المطبق من رعاية الشباب حيال الموضوع منذ آخر مؤتمر صحفي عقده بعد اكتمال ملف الدراسة أسهما في تسريب تلك الهواجس لمتابعي الملف. تتعاظم الهواجس أكثر في ظل الأوضاع الإدارية والمالية المتردية التي تمر بها الأندية نتيجة لسوء إدارة الجمعيات العمومية من قبل رعاية الشباب والذي أنتج مجالس إدارات ضعيفة مهنياً وغير مغطاة جماهيرياً، ما أفضى لتخلي الداعمين وهروب المستثمرين؛ فضلاً عن سوء الرقابة المالية والتي أرهقت خزانات الأندية بالديون، وليس بعيداً عنا حال نادي الاتحاد الذي بات من نادٍ يرفل بالاستقرار ويرتدي حلل الإنجاز إلى نادٍ يصحو كل يوم على مشكلة إدارية وأزمة مالية، وغير بعيدة عنه أندية أخرى تعيش ذات الحال وإن بشكل متستر عليه لتعكزها على داعم واحد، ما يجعل الحبل على الجرار في مقبل الأيام متى أغلق هذا الداعم حنفيته. هذا الواقع الخطير يحتاج إلى تدخل حكومي على أعلى المستويات؛ إما بإخراج ملف الخصخصة من الأدراج المغلقة لتكون رياضاتنا محترفة بحق شكلاً ومضموناً أسوة بالعالم الذي يمتهن الرياضة كصناعة، وليس أندية ترتدي أقنعة زائفة تتنكر خلفها بالاحتراف الوهمي، أو بالسماح بتأسيس أندية الشركات كما هو معمول به في شرق القارة الآسيوية ما يضمن مستوى عالٍ من الاستقرار على غير صعيد، أو فليكن الدعم الحكومي بالمستوى الذي يضمن وجود رياضة تنافسية وليس مجرد رياضة تقتات على الفتات، وبالتالي تعيش على هامش المشهد الرياضي الدولي. لقد أصبحت رياضتنا اليوم في كل مضامير المنافسة الدولية مجرد لاعب عابر، وليس لاعباً أساسياً ينظر له باحترام، وتلك حقيقة لا يمكن القفز عليها، وستكون الحال أسوأ في ظل تفتق جراحات الجسم الرياضي السعودي يوماً بعد آخر، ومع بقاء الطبيب المنتظر منه العلاج يستخدم المسكنات دون مبادرة منه حتى لوضع إصبعه على الجراحات النازفة، ما يجعل القادم أخطر.