أول سؤال يطرح عليك حين تتقدم بمشروع بحثي هو "ماهي اهدافك؟ وما هي المخرجات المتوقعة لهذا البحث؟" وهو سؤال مهم جداً يختلف الكثيرون في تعريف المخرجات البحثية، فهناك من يعتقد أن كل بحث نهايته اكتشاف أو اختراع يمكن نقله لحيز التنفيذ، وهذا اعتقاد ساذج في نظري - وقد أكون مخطئة -، ويخرج بالأبحاث من دورها المعرفي إلى دور شبه تجاري إن صحت التسمية، فالإنتاجية في العلم والبحث لاتقاس بمقياس واحد بل معاييرها كثيرة مختلفة ومتنوعة. لكن الهدف في النهاية طبعاً هو الانتقال بالعمل البحثي إلى حيز التطبيق، وهذا يأخذ صوراً كثيرة لا تحدد فقط باختراع جديد. إذا اعتبرنا أن البحث العلمي يصب في مجتمع المعرفة فإننا سنوسع نظرتنا له. وإذا عرفنا الفكرة البحثية على أنها فكرة محددة واضحة تجيب على سؤال أو تحقق في فرضية تصب في موضوع عام وغالباً ما تكون مبنية على معلومات مسبقة أو دراسات سابقة فإننا سنعرف حدود هذا البحث المعرفية ومخرجاته الإنتاجية. فالإجابة على سؤال معرفي يصب في قاعدة المعلومات البشرية له أهميته وفائدته. فمثلاً معرفة أسباب مرض معين مهمة جدا في التشخيص وفي الوقاية، وبدون التشخيص لن يمكن للطبيب أن يختار العلاج المناسب للمريض. تشخيص الطبيب هنا قد يكتمل أو يتأكد بوجود تحاليل مخبرية مثل بعض التحاليل الحيوية أو الوراثية أو تشخيص إشعاعي يعتمد على أجهزه حديثه، أو حتى أسئلة خاصة بتاريخ العائلة المرضي كل هذه تصب في المجال المعرفي للطبيب لاختيار خطة العلاج المناسبة وتقديمها للمريض. عندما نتحدث عن التحاليل المخبرية الحيوية أو الوراثية أو حتى الأجهزة المستخدمة في التشخيص عبر الأشعة فإننا نتحدث عن منتجات خرجت من دائرة البحث العلمي التطبيقي في الفيزياء والكيمياء والكيمياء الحيوية والرياضيات والحاسب الآلى وعلوم دقيقة مختلفة تتفرع منها. والبحث العلمي ليس بهذه السهولة، وهو أيضا يعتمد على التمازج بين علوم مختلفة التي تتداخل فيما بينها فلا يمكنك أن تنظر إلى البحث العلمي في مجاله الدقيق بدون أن ترى الصورة كاملة التي تشمل الموضوع العام لتعرف إلى أين تقودك هذه المعلومة وما هي فائدتها؟ ولا يمكنك أن تقيم البحث العلمي عن طريق مقارنة غير منصفة أو توقع مسبق يركز على جانب واحد فقط، يجب أن تكون نظرتك شمولية ويجب أن تكون واسع الأفق حتى تنظر له نظرة محايدة لاتهضمه حقه ولا تحكم عليه بناء على معايير مغلوطة. الهدف من البحث العلمي هو الوصول للمعلومة وأحياناً هي الإجابة على سؤال والانتقال لسؤآل آخر.