لم يكن أكثر المتشائمين من الهلاليين يتوقع خروج فريقه بخسارة هزت شخصيته الفنية كمتصدر وآلمته بالمستوى والنتيجة أمام المنافس التقليدي النصر في مواجهة الديربي الاولى هذا الموسم عطفاً على الظروف السلبية التي ألمّت فجأة بفارس نجد قبل المباراة وأهمها امتناع لاعبيه البرازيليين عن خوض المواجهة بذريعة تأخر صرف مرتباتهم الشهرية فضلاً عن تصدر الزعيم فرق الدوري والارقام المشرفة التي يحملها تاريخه الحافل في سجل مواجهاته مع النصر ووصلت اليوم الى140 لقاءً على مدى نصف قرن عامرة بالذكريات والانتصارات والانجازات للعملاقين. ورجحت موازين التفوق الكفة الزرقاء من حيث عدد مرات الفوز وعلى مستوى البطولات مثل احتكار الهلال لكأس ولي العهد ستة مواسم متتالية كلها جاءت على حساب النصر وعلى سبيل المثال نجد الزعيم في آخر 31 مباراة بينهما تفوق ب 20 انتصاراً مقابل ثلاثة لفارس نجد وسيطر التعادل على ثماني جولات بينهما لكن ما الذي حدث لفرقة سامي المدرب الوطني في موسمه الاول مع الهلال ولماذا تعثر في أول "ديربي" يخوضه كمدرب برغم امتلاكه اوراق الكسب واهمها تدعيم صفوفه بأجانبه الاربعة بقياده افضل لاعب اجنبي في الدوري السعودي نيفيز بجانب عناصر وطنية هجومية مهارية؟ المؤكد ان المدرب (سمسم) وهو اللقب الذي اطلقه عليه محبوه منذ ان كان لاعباً دخل لقاء النصر بثقة مفرطة في الفوز من خلال مبالغته الهجومية ودفاع متقدم كشف خلفه ضعف مستوى حراسته وهشاشة ظهره الذي لاحظنا أن افراده غير منسجمين في التغطية السليمة او القيام بالرقابة الصارمة لتحركات الخصم بالذات عند اقترابه من المنطقة وهو ما ظهر جلياً في المواجهة الاخيرة وقبله في مباريات امام فرق اقل من النصر مستوى مثل الرائد والتعاون التي زارت مرمى الهلال بأهداف سهلة رسمت بمجهودات فردية من منتصف الملعب واثمرت عن ثلاث اصابات واول خسارة للمدرب سامي في الدوري من الرائد الذي شهد مرماه قبل ربع قرن نجاح النجم الواعد الجابر في تحقيق اول القابه بستة اهداف منحته لقب هداف دوري 1410 ه . فاذا ما اراد المدرب سامي العودة مجددا للمنافسة على اللقب عليه ان ينهج الاسلوب الدفاعي المتأخر لتأمين خط الظهر بالكثافة العددية والاعتماد على الحارس البديل فايز السبيعي الذي كلّف الخزينة الزرقاء ملايين الريالات مع زميله المهاجم الدولي يوسف السالم وكان مصيرهما دكة الاحتياط فكبار المدربين الذين مروا على الهلال في العقد الاخير امثال باكيتا وكوزمين وجيريتس وكالديرون ساروا بالفريق على نهج دفاعي هجومي متوازن حفظ شخصية الفريق ومكنهم من تحقيق العديد من البطولات وهذا ما نتمناه لمدربنا الوطني القدير سامي الجابر. نقاط * روح وثابة .. قتالية نادرة .. عطاء مضاعف؛ هكذا كان حضور "نصر بمن حضر" برجاله في ديربي الموسم الاول. لقد اعادنا التاريخ الى الزمن الجميل لنصر البطولات ونجومه الكبار .. تخيلت الرمز النصراوي الخالد الامير عبدالرحمن بن سعود "رحمه الله" جالساً في دكة الاحتياط يشحذ همم لاعبيه ويشد من ازرهم. * شكراً للعملاقين النصر والهلال فقد امتعونا بقمة مثيرة في احداثها الدراماتيكية غابت الخشونة وشاهدنا واحدة من انظف مواجهاتهما. ان هذه اهم ثمار قرار الاستعانة بالحكم الاجنبي. * لم اجد مرمى كريماً يمنح الخصوم هدايا سخية ترفع اسهم لاعبين كمرمى الهلال ببركة حارسه عبدالله السديري وأخطائه الفادحة في المواجهة الاخيرة وقلبي دفاعه المسلم والكوري هوان الذي ارتبط بعلاقة وثيقة مع البطاقات في كل مباراة.