سيطر التذبذب على اداء سوق الاسهم السعودي طيلة تعاملاته للاسبوع الماضي وذلك بعد ان خسر ما يقارب 290 نقطة لسجل أدنى مستوى للمؤشر العام منذ بداية العام 2005م، ثم ما لبث ان عوض جزءا كبيرا من خسائره بعد اعادة الثقة في نفوس المستثمرين الأمر الذي جعل السوق يرتفع خلال اليومين اللذين سبقا اغلاق يوم الخميس الماضي لينهي المؤشر تعاملاته الاسبوعية على تذبذب شديد. وشهد سوق الأسهم السعودي أداء متذبذباً الاسبوع الماضي، حيث واصل المؤشر العام تراجعه حتى منتصف الاسبوع منهياً تداولات يوم الاثنين 10 يناير عند 7915,30 نقطة بانخفاض نسبته 4,3٪ عن الاسبوع الماضي، بسبب تسرع المستثمرين بقراءة النتائج المالية المعلنة للربع الرابع للشركات المساهمة، ولكن يبدو ان المستثمرين بدأوا باستيعاب وفهم هذه النتائج المالية لاحقاً مما ادى الى عودة السوق للارتفاع مجدداً حتى إغلاق يوم الاربعاء 12 يناير، وقد انهى المؤشر تداول الاسبوع بانخفاض نسبته 1٪ عن الأسبوع الماضي. وكان تأثر السوق سلباً بشكل رئيسي بالنتائج المالية المعلنة لعام 2004 لسهم «المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي» التي اظهرت تراجعاً في ارباح الربع الرابع 2004 عن الربع الثالث 2004 بنسبة 20٪ مما ادى لانخفاض السهم بنسبة 2,2٪ هذا الاسبوع. اضافة الى تراجع قطاع الاسمنت بنسبة 1,5٪ والذي ترافق مع النتائج المالية المعلنة للربع الرابع 2004 لشركتي «اسمنت ينبع» و«اسمنت الشرقية» حيث اظهرت انخفاض الارباح بنسبة 27٪ و1٪ عن الربع الثالث 2004. ووفقاً لتقرير مركز بخيت المالي يبدو ان لجوء بعض المضاربين الى الضغوط البيعية على هذه الاسهم ناتج عن تخوفهم وقلقهم من استمرارية تراجع الارباح، وهذا فهم خاطئ حيث ان ارباح شركات الاسمنت هي «موسمية» وهذا التراجع للربع الرابع يعد طبيعياً إذ انه يتزامن مع عطلات الأعياد مما يؤدي لانخفاض المبيعات، ولكن هذا لا يعني استمرار التراجع في الارباح التالية، ويذكر ان كلا من «المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي» و«اسمنت ينبع» و«اسمنت الشرقية» قد حققت ارتفاعاً في ارباحها لعام 2004 مقارنة بعام 2003 بنسبة 165٪ و13٪ و10٪ على التوالي. وسجل السوق خلال الاسبوع الماضي تأثراً واضحاً بموجة تقلبات اسعار النفط، التي انعكست سلباً على الأسهم «البتروكيماوية» حيث انخفض اكبر سهم في السوق «الشركة السعودية للصناعات الاساسية - سابك» تمثل نحو 23٪ من اجمالي حجم سوق الاسهم السعودي بنسبة 1,6٪. من جهة اخرى، فقد اعلنت هيئة سوق المال عن اضافة سهم «شركة اتحاد اتصالات» الى المؤشر العام لسوق الاسهم السعودي خلال الاسبوع. اما بالنسبة لأسعار النفط، فقد ارتفعت هذا الاسبوع متأثرة بأنباء عن انخفاض مستويات المخزون الأمريكي من مشتقات النفط مع شدة البرودة في فصل الشتاء، حيث اغلق سعر برميل نفط غرب تكساس يوم امس الاربعاء 12 يناير مسجلاً 46,5 دولاراً بارتفاع قدره 3,0 دولارات او ما نسبته 7,0٪ عن سعره قبل اسبوع. هذا وقد اغلق مؤشر تداول لجميع الاسهم يوم الخميس 13 يناير 2005 مسجلاً 8061,99 نقطة بانخفاض نسبته 1,0٪ عن إغلاق الاسبوع الماضي. وتشير التوقعات للاسبوع القادم ان يواصل سوق الاسهم السعودي تفاعله مع النتائج المالية للربع الرابع 2004 للشركات السعودية المساهمة القيادية والتي بدأ إعلانها خلال هذا الاسبوع، حيث سيتحدد على إثرها الاتجاه المستقبلي للسوق في الفترة القادمة، فيما يبقى الحذر من حركة تقلبات اسعار النفط.