شهدت الجلسة المفتوحة التي انعقدت أول من أمس ضمن ملتقى الباحة للإعلام، مشاركة كل من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كمتحدثين رئيسين، إلى جانب نائب رئيس تحرير صحيفة المدينة محمد بن علي الزهراني والكاتب الدكتور علي الموسى والكاتب يحيى الأمير. سلطان بن سلمان: الهيئة تواجه انتقادات قوية ويجب إعطاؤها مساحة مماثلة للرد ورحب أمير الباحة في بداية مشاركته بضيوف ملتقى الباحة للإعلام، مؤكداً أحقية المنطقة في تنظيم هذا الملتقى، كون الإعلام جزء أساسي في التنمية، والمنطقة بحاجة إلى إعلام يبرز مقوماتها وتراثها ومكانتها كجزء من الوطن الكبير. وأبدى أسفه لعدم اهتمام الكثير من رجال الأعمال بالإسهام في تنمية المنطقة، مشيراً إلى جهود الدولة الكبيرة التي قدمت في المنطقة أسوة بمناطق المملكة، متطرقاً إلى ما تزخر به المنطقة من غابات وقرى تراثية، ومشاركاتها المتنوعة في مختلف المحافل الثقافية والأدبية. ودعا سمو أمير منطقة الباحة وسائل الإعلام المتنوعة لإعطاء المنطقة حقها من التغطيات سواء كانت إيجابية أم سلبية، مبرزاً جهود وزير الثقافة والإعلام في تطوير منشآت الوزارة بالمنطقة، ومبدياً تطلعه إلى أن وجود مؤسسات صحافية بالمنطقة في المستقبل القريب. وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى دور الهيئة في التنمية، وقال: "انطلقنا بمشاريع في الباحة وغيرها من واقع الخطة الاستراتيجية، لأنها لا تحتاج إلى البشر ولكن تحتاج إلى البناء، وأبدى تقبله لكل ما ينشر من نقد بناء وهادف، مؤكدا أن الهيئة تواجه انتقادات كبيره ولكن يجب على الإعلام أن يعطيها مساحة كبيرة للرد. الدكتور خوجة: التنمية في حاجة لوعي شعبي ووطني تصنعه الوسائل الإعلامية وبين سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة لديها برامج سياحية، وأنه لا يمكن أن تحقق التنمية بدون الإعلام، فالإعلام جزء لا يتجزأ من المنظومة التنموية بالمملكة. ودعا الأمير سلطان بن سلمان كتاب الرأي إلى أن التحلي بالجسارة وقوه النقد بالحصول على المعلومة الصحيحة، كي يكون النقده هادفاً وبناءً، لافتا إلى عزم الهيئة إطلاق خدمة خاصة لكتاب الرأي وبرامج تدريبية وخطاً ساخناً لكي يجد الكاتب المعلومة التي يرغبها. وقال الدكتور عبدالعزيز خوجة في الجلسة المفتوحة: "نتطلع إلى أن العمل جميعا في هذا الملتقى بروح الفريق، وأن تصب حواراتنا ونقاشاتنا من أجل الوصول إلى رؤى مشتركة يؤمل منها أن تسهم في مسيرة الإعلام في بلادنا بشكل عام ودوره في التنمية بشكل خاص". وأكد أن الإعلام السعودي يلتزم بثوابت السياسة الإعلامية ويواكب في الوقت نفسه تطورات العصر الاجتماعية والتقنية، إيماناً من القائمين عليه بأن العمل الإعلامي هو اولاً واخيراُ عمل أبداعي يتطلب التغيير والتجديد المتواصل. وأردف: "إن عظمة الأمم تقاس بمدى ماحققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع وليس بالشعارات وأدبيات التنظير المختلفة، وتعد المملكة بحق متفردة في هذا الشأن بين الدول الحديثه". وأضاف: "أولت القيادة الرشيدة في المملكة اهتماما كبيرا بالإعلام ووسائله وهيأت له جميع الامكانات المادية والكوادر البشرية المدربة وكافة السبل التي تسهل عليه تقديم رسالته بمصداقية وشفافية، وقد اختطت وسائل الإعلام في المملكة لنفسها مساراً التزمت به عن قناعة متجذرة بثوابت بلادنا القائمة على الالتزام بماجاءت به الشريعة الغراء"، مستطرداً "إن التنمية في حاجة لوعي وطني شعبي ولايمكن صنع هذا الوعي إلا بالإعلام ووسائله، الذي تقع عليه مسؤولية تثقيف المواطنين وتكريس الهوية الوطنية، ونشر الوعي وتنقية العقول".