انطلقت في جدة صباح أمس الثلاثاء فعاليات المنتدى السعودي الثالث للإعلام والذي تنظمه هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية والآسيوية والذي يستمر حتى يوم غد الخميس بحضور شخصيات إعلامية إقليمية ودولية. وألقى الدكتور رياض نجم رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع كلمة حول تغير المشهد الإعلامي بالمملكة وأحدث التغيرات التنظيمية، وأكد فيها على الحاجة لتوطين وسائل الاعلام الخاصة في المملكة وإنشاء وسائل إعلام خاصة محلية تتماشى مع قيم وعادات المجتمع السعودي إلى جانب إنشاء صناعة إعلام وتوفير فرص عمل للشباب السعودي وتشجيع الانتاج المحلي والرفع من مستواه ومن تنافسيته، وتنظيم وتوسيع السوق الإعلاني وجعله أكثر شفافية، وتنظيم المحتوى الاعلامي الذي يمر عبر وسائل الاتصال الجديدة، إلى جانب ايجاد الوسائل القانونية للتعامل مع المحتوى الاعلامي غير المرغوب فيه القادم من الخارج. وأكد د. نجم أن هذه الأهداف مجتمعة هي التي أدت لتأسيس هيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة المرئي والمسموع، للارتقاء بالخدمات الإذاعية والتلفزيونية وتوجيهها لخدمة المصلحة الوطنية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن مهمة هيئة المرئي والمسموع هي تنظيم المحتوى الإعلامي المرئي والمسموع عبر مختلف الوسائل مهما اختلفت وتنوعت، وكذلك تنظيم الوسائل التي توفر هذا النوع من المحتوى بشكل حصري. معالجة المرحلة الانتقالية. منوهاً بعدة لوائح تنفيذية صدرت في الفترة الماضية لتنظيم هذه المجالات ومنها: البث الإذاعي على موجات ال FM استيراد وبيع أجهزة الاستقبال الفضائي والبطاقات المشفرة. محطات الارسال الفضائي. ستديوهات الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. توزيع المحتوى المرئي عبر شبكات مغلقة. مكاتب تمثيل القنوات الفضائية. بث وتوزيع القنوات عبر وسائل الاتصال المختلفة. خدمات الألعاب الالكترونية. إلى جانب إصدار مجموعة من التراخيص في هذه المجالات كان أهمها 5 رخص للبث الاذاعي في 30 موقعا في المملكة، بالاضافة للرخصة القائمة التي اصبحت خاضعة للتنظيمات الجديدة. كما تحدث د. نجم عن المشاريع التي نفذتها الهيئة والتي ستساهم في تنظيم سوق العمل الإعلامي، ومنها "المنصة الإعلامية" و"مشروع قياس وسائل الإعلام"، و"السحابة الإعلامية"، و"تصنيف المحتوى المرئي"، و"تصنيف مؤسسات الإنتاج والدعاية والإعلان"، و"البث الإذاعي على الطرق السريعة"، و"انشاء شركة لتحصيل حقوق بث المحتوى الموسيقي". وقال د. نجم إن نظام الإعلام المرئي والمسموع الذي سيعلن عنه قريباً سوف يوفر الأدوات المناسبة لتحقيق أهداف هيكلة قطاع الاعلام في المملكة حيث "سينظم هذا النظام كافة أنواع المحتوى المرئي والمسموع عبر مختلف الوسائل التقليدية (إذاعة وتلفزيون أرضي وفضائي) والوسائل الحديثة (الاتصالات المتنقلة / الانترنيت/ الشبكات الخاصة)، كما سيمنح الترخيص لجميع أنواع الخدمات المرئية والمسموعة الموجهة للجمهور، أيا كانت الجهة التي تقدم الخدمة، موضحاً بأن مشروع النظام تمت مراجعته من قبل هيئة الخبراء في مجلس الوزراء، وسيحال إلى مجلس الشورى لدراسته ومن ثم تستكمل أدوات اعتماده. بعد ذلك توالت فعاليات المنتدى بعرض تقديمي لاتحاد اذاعات الدول العربية والتحديات التي تقف امام الانتقال من الاعلام الحكومي الى اعلام الخدمة العامة؛ قدمه المدير العام لاتحاد اذاعات الدول صلاح الدين معاوي. وعقب ذلك ألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرفة العامة على جامعة عفت بجدة كلمة تحدثت فيها عن الثورة المعلوماتية الجديدة وما تركته من آثار سلبية على الفرد والمجتمع إلى جانب ضياع حقوق الملكية الفردية في ظل القرصنة الإلكترونية، مشيدة بالتنظيم الإعلامي الجديد في المملكة والذي سيعيد هيكلة الإعلام بما يحقق الفائدة للمجتمع، وأوصت في ختام كلمتها بضرورة تكثيف الاهتمام بتقديمِ الثقافة الإعلامية الرقمية "التي تُثري المسؤوليةَ الاجتماعية والوطنية للعملِ الإعلامي تمكينًاً للإنسانِ السعودي من التعاملِ مع تحدياتِ العصر، لأنَّ الإعلامَ جزءٌ من مفهومٍ آخرٍ أعمُ وأشملُ وهو المواطنة". كما أوصت بسرعةِ إدخالِ منهجِ أصولِ الإعلام الرقمي وفنونه "بلْ وآدابِه لأطفالِنا وشبابِنا في مؤسساتِنا التعليميةِ لتنعكسَ هذه التوصياتُ والرؤى في شكلِ خطواتٍ ملموسةٍ تمكِّنُ الإعلامَ السعودي من ترسيخِ وضعيتِهِ كصناعةٍ مهمةٍ ونشاطٍ مجتمعي مؤثر، حتى تخرجَ الرسالةُ الإعلاميةُ خاليةً من أي ضررٍ قد يَلحَقُ بأمتِنا وأوطانِنا وشعوبِنا". هذا وتتواصل فعاليات المنتدى اليوم الاربعاء وغدا الخميس، حيث ستقدم اليوم ندوتان الأولى تحت عنوان "مواءمة الاستراتيجيات التقنية مع احتياجات الجمهور والتطورات المتاحة في السوق"، والثانية بعنوان "تعريف المحتوى الذي تنشده المملكة لاستقطاب المشاهدين وتعظيم القيمة المضافة"، فيما تختتم الفعاليات غداً بورشات العمل التابعة للمنتدى. جانب من الحضور