عبر أعضاء بالكونغرس الأمريكي من الجمهوريين والديمقراطيين الأحد عن تشككهم تجاه الاتفاق النووي المؤقت الذي تم التوصل إليه مع إيران لكن من المرجح أن يمنح الكونجرس الرئيس باراك أوباما مساحة ليرى ان كان الاتفاق سيؤتي ثماره أم لا. ولا يحتاج الاتفاق إلى تصديق الكونغرس ويستخدم أوباما صلاحياته التنفيذية ليعلق بصفة مؤقتة بعض العقوبات الأمريكية على إيران. ويناقش اعضاء الكونغرس منذ اشهر فرض عقوبات اشد صرامة على إيران وهو ما قد يغضب طهران ويعرض الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف الأحد للخطر. لكن الديمقراطيين اصحاب النفوذ والذين يسيطرون على مجلس الشيوخ اوضحوا ان اي عقوبات ضد إيران لن تدخل حيز التنفيذ قبل ستة اشهر. وهذا سيتيح الوقت لرؤية مدى التزام إيران بالاتفاق الذي ابرم بين طهرانوالولاياتالمتحدة والقوى العالمية الاخرى. وقال السناتور الديمقراطي بيل نيلسون من فلوريدا "انه خيار بين وقفة أو حرب وشيكة. انا اختار وقفة يمكن التحقق منها." وقال السناتور الديمقراطي روبرت مننديز المعروف بانه احد المتشددين تجاه إيران ان التشريع الوشيك "سيوفر فرصة ستة أشهر للتوصل لاتفاق نهائي قبل فرض عقوبات جديدة على إيران." وقال مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وعضو اللجنة المصرفية بالمجلس إن التشريع سيوضح ايضا ان العقوبات ستكون متاحة اذا تعثرت المحادثات ارامية للتوصل إلى اتفاق على الامد الاطول أو إذا لم تلتزم إيران بتنفيذ الاتفاق المؤقت او انتهكته. ويضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد محادثات ماراثونية في سويسرا قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف محدود للعقوبات. وسيتيح الاتفاق لإيران الحصول على 1.5 مليار دولار من التجارة في الذهب والمعادن النفيسة وقد يؤدي إلى تعليق بعض العقوبات على قطاع السيارات الإيراني وانعاش صادراتها البتروكيماوية. وفي حين عبر العديد من اعضاء الكونغرس الجمهوريين عن بواعث قلقهم ازاء الاتفاق النووي المؤقت فانهم ابدوا استعداداهم على ما يبدو لاتاحة الوقت للحكم على مدى فاعليته. وقال السناتور الجمهوري ساكسباي تشامبليس نائب رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لتلفزيون ايه بي سي إنه يعتقد ان الكونغرس سيشهد "تحركا قويا" لتشديد العقوبات على إيران . لكنه أضاف ان اي مشروع قانون سيشمل على الارجح "اطارا زمنيا" قبل دخوله حيز التنفيذ. وتابع "ابرموا هذا الاتفاق.وهذا يمكن انجازه بدون موافقة الكونغرس. ولهذا فانه يبدو ان هذا الاتفاق سيكون قائما خلال الاشهر الستة القادمة." وتعهد السناتور بوب كوركر في حديث لمحطة فوكس نيوز "بابقاء ادارة اوباما تحت الضغط" لضمان امتثال إيران لالتزاماتها. في ا لاطار ذاته قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد إن إدارة الرئيس باراك أوباما أصرت على وجود ضمانات قوية في الاتفاق النووي الذي ابرمته القوى العالمية مع إيران وانها لا تساورها أي أوهام بشأن امكانية عدم وفاء طهران بالتزاماتها. وسعى كيري إلى تهدئة الشكوك في الكونغرس الذي يشعر بالقلق من ان يتيح الاتفاق الذي يستمر ستة اشهر لإيران مجالا للالتفاف واستغلاله كاجراء تكتيكي لتعطيل اي إجراء مضاد. وقال كيري لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية "لا تساورنا اي اوهام. لا نفعل هذا من منطلق تصريحات اي شخص بل نفعله من منطلق اجراءات يمكن التحقق منها." ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية الست بما في ذلك الولاياتالمتحدة بتخفيف مبدئي لبعض العقوبات عن إيران مقابل وقف تخصيب اليورانيوم لمستويات عالية. ولا يطالب الاتفاق إيران بالتخلي عن كافة انشطة التخصيب لكنه يطالب بوقف التخصيب بنسبة اعلى من خمسة في المئة. وتعهد بوب كوركر السناتور الأمريكي ذو النفوذ لمحطة فوكس نيوز صنداي "بالضغط المستمر على إدارة أوباما" لضمان عدم السماح لايران بمساحة زائدة للمناورة. وقال كوركر السناتور الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان الاتفاق الذي يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم يجب ألا "يصبح المعيار" لاتفاق طويل الأمد. وتابع "اعتقد انكم سترون في الكونغرس جهودا مرة اخرى من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) لمحاولة التأكد من ان هذا ليس اتفاقا نهائيا." وأيد ذلك السناتور الديمقراطي بن كاردين من ماريلاند وقال "لن نقف مكتوفي الايدي ونسمح لهذا بان يكون الاتفاق النهائي." وقال السناتور الجمهوري ساكسباي تشامبليس نائب رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لتلفزيون ايه بي سي إن الكونغرس قد يسمح للإدارة بان ترى كيف سيسير الاتفاق خلال الاشهر الستة القادمة. لكنه اضاف انه قد يكون في المستقبل "تحرك قوي في مجلس الشيوخ للمضي قدما لتشديد العقوبات" على إيران. وسعى كيري في حديث لتلفزيون سي.ان.ان ايضا إلى تقديم تطمينات إلى إسرائيل التي تعتبر الاتفاق النووي مع إيران سيئا. وقال إن "اسرائيل مهددة بما كان يجري في إيران." وأضاف "لكنني أعتقد انه اعتبارا من هذا اليوم -وعلى مدى الشهور الستة القادمة- ستكون اسرائيل في الواقع أكثر أمنا مما كانت بالأمس لأننا لدينا الان آلية سنوسع بموجبها مساحة الوقت التي يمكنهم (الايرانيون) فيها التقدم (تجاه صنع قنبلة ذرية). ستكون لنا رؤى نافذة بخصوص برنامجهم لم تكن لدينا من قبل".