إن حفظ الأوقات من مقاصد الشريعة، وأهداف التربية الصالحة، ولذا أقسم سبحانه بالعصر والليل والنهار والفجر والضحى ونحوها تنويهاً بقيمة الوقت وتأكيداً عليه، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع وإن حفظ أوقات الشباب والأطفال، بل والنساء والكبار والتناصح فيه لمن الأمور الجليلة، والتي يجب العناية بها، والقيام على أمورها، ومن ذلك تهيئة البرامج العلمية والدينية والدنيوية النافعة، ذات الثمار الجيدة والواجهة الواضحة، ويجب أن يقوم عليها ذو الكفاية والثقة ديناً وخبرة وعلماً. ٭ إن الفتن التي يتعرض لها الشباب كثيرة، والصوارف متنوعة، من شهوات وأعظم منها شبهات، ربما تدع الحليم حيراناً، وما مظاهرها الغلو والتكفير أو مظاهر التفريط والتهاون من محارم الله إلا دلائل ظاهرة لهذه الخطورة ولمكامن الخطر والقبح. والظاهر أن حفظ أوقات الأبناء بالبرامج النافعة، كحفظ القرآن والعناية به، وعقد الدروس والدورات العلمية في تفهم الكتاب والسنة، ودراسة العقيدة الصحيحة والسنة النبوية، والفقه وباقي علوم الشريعة، لمن الأمور التي يشجع عليها، كذلك حفظ الأوقات بعقد اللقاءات الموفقة مع أهل العلم والحكمة والفصل والاستفادة منهم، في مجلات الشباب، ومعالجة مشاكلهم، كذلك حفظ الأوقات بالترفيه المباح والمشروع، والخالي من معصية الله ورسوله، أو الحاق الأذى بالمسلمين، أو تعلم ما ينفع في الدنيا من علوم الحاسب والصناعات والحرف المفيدة، أو شغل الوقت بالوظائف والأعمال التي تشغل وقت الشباب وتفيده خبرة وكفافاً في ماله، أو اشتغاله بالتجارة أو حرفة وصنعة مع والده ومن يعوله، ليساعده ويقف بجانبه، كل هذا مما يندب إليه، وتبغي المسارعة إليه، وتأييده والتعاون في تحقيقه، وأعظم ما فيه مصلحتان: 1- حفظ الأوقات والقلوب عن البطالة ومفاسدها. 2- انتفاع الإنسان بذاته بعلم وخبرة بكتبها، ونفعه غيره بذلك. ٭ والواجب كذلك العناية بشباب الحي في مرافق الأحياء وأهمها المساجد والمكتبات العامة والمدارس ومراكز التدريب باحتوائهم برامج متنوعة تتناسب مع حاجاتهم وطاقاتهم، وحفظ دينهم وأخلاقهم، وسلوكهم وعقائدهم، وان التنويع بالمسابقات وأسباب التنافس الشريف، والترفيه المباح، لمن دواعي ذلك، وأسباب المرغبة فيه، بشرط أن يكون ذلك تحت عناية وإشراف وتوجيه من يوثق بعلمه ودينه، وسلمته في عقيدته وسلوكه.