بدأت معركة القلمون ومعها تداعيات النزوح السوري الكثيف إلى لبنان، وما تحمله من خطر انتقال شرارة الحرب السورية الميدانية الى الحدود اللبنانية لسلسلة جبال لبنانالشرقية. فقد صعّدت قوات النظام السوري من غاراتها الجوية والهجوم البري على بلدة "قارة" قرب حدود لبنان سعياً إلى السيطرة على الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق والمناطق الساحلية التي تشكل معقلاً أساسياً للنظام وطريقا استراتيجيا قد يستخدم في نقل شحنات الأسلحة الكيمياوية إلى خارج سورية. وأفادت مصادر في المعارضة السورية أن معلومات تفيد عن حشد "حزب الله" لمقاتلين من جهة الحدود اللبنانية مع القلمون في مقابل معلومات ايضاً عن حشد جبهة النصرة والكتائب المقاتلة آلاف المقاتلين تحضيراً للمعركة التي بدأها الجيش النظامي السوري في مدينة "قارة" قرب المدخل الشمالي لدمشق. وبدأت تلوح في لبنان مخاوف جدية من عملية نقل الأسلحة الكيميائية السورية عبر أراضيه، وسط معلومات دبلوماسية متواترة من أكثر من عاصمة عن "إمكانية سلوك الطريق البرية اللبنانية لنقل الترسانة الكيميائية السورية وخصوصا أنها عملية معقدة وما من تصور غربي واضح لتفكيكها بعد". ويقول مصدر دبلوماسي غربي عليم ل"الرياض" متسائلاً: هل سيقبل لبنان تمرير مواد شديدة الخطورة في أراضيه مع ما يحمله ذلك خطر قتل الآلاف من اللبنانيين في حال وقوع حادث ولو صغير؟ هل سيقبل "حزب الله" بتمرير هذه المواد؟ ماذا عن الطرقات التي ستسلكها قوافل الشحن الكيميائية وهي طرقات صعبة وغير سوية وخصوصا في البقاع مما يزيد خطر حصول حادث ما؟ أما السؤال الأهم فهو الآتي: هل سيقبل "حزب الله" إعطاء ضمانات لإسرائيل بأنه لن يعمد الى الاحتفاظ بهذه الموادّ". وعن بدء معركة القلمون وتداعياتها على لبنان قال المصدر الدبلوماسي الغربي "يحاول النظام السوري المتداعي شراء المزيد من الوقت قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2 من أجل أن يكون قويا على طاولة المفاوضات، وهو لغاية اليوم يرفض الحلّ على طريقة "الطائفاللبناني" مفتشا عن صيغة أخرى أقرب الى النموذج الاتحادي العراقي، لذلك ستستمر الحرب ولن تستكين إلا بعد أن ينضج الحل السياسي وعلى لبنان أن يتحمّل النازحين والصعوبات الناجمة عن وجودهم على أراضيه الى أجل غير مسمّى". في إطار متّصل هاجم مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو "حزب الله" ومشاركته في الحرب السورية قائلا "تحول السلاح الشيعي كله، وفي جملته سلاح "حزب الله" الى سلاح لقتال أهل السنة في سورية، وهذا ما حوّل الحرب الى مذهبية، فالثوار في سورية لا يقاتلون الجيش الايراني وحده بل يقاتلون الى جانبه بقايا الجيش السوري و"حزب الله"، والجيش العراقي الى جانب روسيا التي تمدّ هؤلاء جميعا بالسلاح لمقاتلة الشعب السوري. من هنا أضحت ظاهرة عاشوراء ظاهرة لعرض العضلات وتعبيرا عن تكتل الشيعة العرب الى جانب شيعة ايران ضد أهل السنة في المنطقة كلها (...)". أضاف الجوزو "ان محاولات حسن نصر الله ان يبرئ ساحته ويدافع عن سمعة "حزب الله" المذهبية القائمة على التعصب الاعمى، والحديث عن حلفائه في سورية محاولات فاشلة لان أحدا لم يعد يصدق شعاراته التي يطلقها عن المقاومة ودفاعها عن لبنان وفلسطين فهذه شعارات سقطت في القصير وفي حمص وحماة وحلب والسيدة زينب التي تتبرأ من كل ما يقوم به "حزب الله" من قتل وغدر في سورية لحساب ايران".