يستثير برنامج "صنعتي" التابع لجمعية فتاة الاحساء التنموية الخيرية جانب حب العمل والسعي نحو الاعتماد على الذات لدى النساء، وصولاً إلى العمل الشريف الذي يوفر الحياة الكريمة في كنف المجتمع المحافظ الملتزم بقيمه ودينه. وتستفيد النساء المتقدمات لهذا البرنامج الذي يدعم المرأة بشكل مباشر لتستطيع العمل والاعتماد على دخلها من خلال عدد من المشاريع المختلفة، ويقدم البرنامج دعم لتمويل المشاريع الصغيرة من خدمات مالية وفنية لمن ترغب في إنشاء مشروع صغير أو لصاحبات المشروعات الصغيرة القائمة ممن يرغبن في تطويرها وزيادة إنتاجها، ويكون السداد على فترات مريحة وبدفعات تتناسب مع إيرادات المشروعات لتصبح في المستقبل ربة عمل مستقلة منطلقة من منزلها إلى أن تكون سيدة أعمال ناجحة، فيما بلغ عدد العميلات التي تلقت دعما من الجمعية في القرية الشعبية ثماني عميلات أصبحن قادرات على مواصلة مشروعاتهم الصغيرة بشكل مستمر. أم بدر، سمعت عن هذا البرنامج من إحدى صديقاتها، وحينما ذهبت للجمعية وقدمت أوراقها والمتطلبات حصلت على قرضٍ مناسب، استطاعت من خلاله شراء بعض المستلزمات وبيعها في هذا المحل، وبعد سداد القرض حصلت مرة أخرى على قرض آخر من الجمعية، وكان هذا المبلغ مناسبا لشراء البضائع وبيعها في السوق النسائي بالقرية الشعبية، وأكدت قدرة المرأة على العمل الحر من خلال بعض المهن. من جانبها فقدت أم فلاح زوجها بعدما خلف وراءه عدداً من الأبناء كانت هي المسؤولة عن تربيتهم والإنفاق عليهم، وبالفعل نجحت في الحصول على القرض وافتتحت محلاً في أسواق القرية وتتحصل على مصروفها اليومي من محلها. فيما ترى أم فهد والتي حصلت على قرض من برنامج "صنعتي" قدره 15 ألف ريال كان كالبلسم على قلبها، حيث تمكنت من شراء مستلزمات نسائية وبيعها في القرية، وحصلت على قرض من "صنعتي" ليساهم في تنوع تجارتها في بيع الملابس النسائية. نوف عبدالله لا تختلف عن سابقاتها حيث ترملت ولم يكن لديها دخل سوى مبلغ الضمان الاجتماعي تنفق منه على أطفالها الأربعة، وبعدما سمعت عن برنامج "صنعتي" من جارتها قررت الحصول على قرض من الجمعية، فحصلت على 10 آلاف ريال ففتحت محلاً للعطور، فأصبح محلها ناجحاً، لكنها تتمنى دعماً من رجال الأعمال والمصانع والشركات، مؤكدة أن المرأة السعودية أثبتت قدرتها على الانخراط في العمل الحر. أما أم خالد فتعتمد على منزلها في تسويق بضاعتها للنساء، وكان ذلك يوفر لها دخل قليل جداً، إلا أن قرض "صنعتي" أحدث نقلة نوعية في حياتها حيث انتقلت إلى أسواق القرية لتعرض منتجاتها، فتضاعفت مبيعاتها. سيدة تعرض منتجاتها على زبونه إحدى الحرفيات تعرض منتجاتها