في الأمس: وعندما يقيم رب الاسرة وليمة في منزله فإنه يقوم بالترتيب لها ويوزع المهام والأدوار بين ابنائه الذين لا يتأخرون عن القيام بواجباتهم، ولتنفيذ ما طُلب منهم الى أن يأتي وقت الوليمة وتناول الأكل، يطلب الأب من احد أبنائه بالذهاب الى "المقلط" المكان المخصص للأكل، والوقوف ب"الطاسة - الغضارة" والفوطة، لخدمة الضيوف، يعتبر هذا الابن غير محظوظ.!، يشاهد مالا يستطيع اي شخص مشاهدته. يقول المثل:"مقابل الجيش ولا مقابل العيش!" الابن في تلك الحالة يظهر التماسك وعدم المبالاة حتى يطلب منه احد الضيوف ان يترك مافي يده ويشاركهم الأكل، هنا تجد كل الأنظار متجهة إليه، تتغير ملامحه وهو يسرق النظر الى والده وكأنه يقول"أجلس والا..لا ؟" نظرة الأب الحادة تجعله يرد بصوت خانق "لاحق على خير". اليوم: اختلفت قد تختلف هذه القيمة في الاستقبال والضيافة، بل أصبحت العلاقات الاجتماعية من الماضي الجميل، يسمونهم اليوم "الطيبين" الأسر تعيش الآن في عزلة واقتصر التجمع على المناسبات الكبيرة، لا يتخلف احد منهم بالحضور، لا يعتبرها من سمة التواصل الاجتماعي.! ينظُر لها بقالب آخر، قد يحتاجهم في مناسبة خاصة ويخشى عدم تلبيتهم دعوته! في زمن التكنولوجيا ونهضة الاتصالات، لم يقتصر الامر على الأقارب بل حتى وصل الأمر إلى عدم معرفة الجار جاره! وان حصل بالصدفة فكل منهم يكتفي بإلقاء السلام من بعيد ب"الإشارة" أو إلقاء التحية ب"البوري - منبه المركبة"، ويعتقد أن الأخيرة هي المتداولة والمنتشرة في هذه الأيام.