يبدو أن رواية «وكالة عطية» للكاتب خيري شلبي سترى النور تليفزيونياً من خلال الإنتاج النسائي، حيث اعتزمت الفنانات منى زكى وسلوى خطاب وانتصار إنتاج المسلسل الذي يحمل اسم «وكالة عطية» بعد تكوينهن شركة إنتاج، وتم الاتفاق مع رأفت الميهي على كتابة السيناريو وإخراج العمل الدرامي. وقد صرح الكاتب خيري شلبي أن الفنانات اتفقن معه على تفاصيل إنتاج العمل، حيث إنهن يردن تقديم مسلسل كبير في باكورة إنتاج شركتهن الجديدة، وقررن البدء بوكالة عطية باعتبارها واحدة من أشهر الروايات التي حصلت على جوائز متعددة. وأشار شلبي إلى أنه قام منذ بضع سنوات بكتابة سيناريو وحوار حوالي ست عشرة حلقة من مسلسل «وكالة عطية»، وكان مفترضاً أن يقوم الفنان محمود حميدة بإنتاجه، على أن المشروح قد توقف. ولخيري شلبي أكثر من تجربة مع كتابة السيناريو والحوار، حيث كتب مسلسلي «الكومي» و«الوتد» عن عملين روائيين له، على أنه يبدو دائماً غير راضٍ عن تنفيذ مسلسلاته تليفزيونياً، الأمر الذي دفعه إلى الابتعاد عن تكرار التجربة. وكان شلبي قد بدأ بكتابة السيناريو والحوار لبعض السهرات التليفزيونية في الستينيات من القرن الماضي، فضلاً عن كتابة سيناريوهات حلقات برنامج «حياتي» الدرامي في بداياته، كما كتب للإذاعة المصرية سيناريوهات عشرات المسلسلات، من أشهرها مسلسل «الأيام» للدكتور طه حسين من إخراج إسلام فارس. وقد تخرج خيري شلبي في «معهد السيناريو» الذي صار «المعهد العالي للسينما» فيما بعد، وقد تحولت بعض رواياته إلى أفلام سينمائية، ومنها: «الشطار» للمخرج نادر جلال والسيناريست بشير الديك، و«سارق الفرح» للسيناريست والمخرج داود عبد السيد. ويعد خيري شلبي من أبرز كتاب الرواية والقصة من جيل الوسط في مصر، وهو المسئول عن تحرير مجلة «الشعر» الفصلية«، ومن أعماله: «اللعب خارج الحلبة»، «الأوباش»، «رحلات الطرشجي الحلوجي»، «الشطار»، «الوتد»، «فرعان من الصبار»، «أولنا ولد»، «موال البيات والنوم»، «وكالة عطية»، «ثانينا الكومي»، «موت عباءة»، «لحس العتب»، «ثالثنا الورق»، وغيرها. ويشار إلى أن رواية «وكالة عطية» قد فازت بجائزة نجيب محفوظ للإبداع الروائي التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقد نشرت في عام 1991، وتعد من أعمق روايات خيري شلبي وألصقها بشخصيته الروائية، حيث يصوّر فيها الهموم الإنسانية لدى البسطاء والعاديين والمهمّشين والمعذبين الذين يسكنون داخل القبور، فكأنهم يعيشون في مكان واحد مع الأموات، كما يرصد أدق المتناقضات في حياة هؤلاء البشر، مجرداً الواقع من رتوشه وماكياجه، وكاشفاً عن وجهه الحقيقي الفادح.