كل نفس ذائقة الموت ولانملك الا أن نقول (انا لله وانا اليه راجعون) ولا راد لقضاء الله وقدره، وبرغم ايماننا بما سلف ايماناً تاماً، الا أن الحزن قد خيم على الشعب السعودي والامة العربية والاسلامية والمجتمع الدولي حين أعلن رسميا بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته وعزاؤنا في ذلك ان فقيد الامة لايزال يعيش معنا بانجازاته التنموية التي يلمسها المواطن والمقيم واسهاماته المحلية والاقليمية والدولية. وعزاؤنا ايضا أن من خلفه هو ذلك الرجل الشهم الذي يحرص على راحة ومصلحة شعبه ذلك الرجل هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سلمه الله، وساعده الايمن وولي عهده صاحب الايادي البيضاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله. وقد دأبت قيادتنا الرشيدة منذ مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز آل سعود مروراً بابنائه البررة من بعده على ثبات المبادئ الإسلامية والسياسية والاقتصادية ولاعجب حين نشعر بالاطمئنان في سهولة وسرعة انتقال السلطة من السلف للخلف ولم يكن ذلك الاطمئنان على المستوى المحلي فقط وانما ايضاً على المستوى الاقليمي والدولي، ومبعث ذلك الاطمئنان هو اليقين التام ان سياسة المملكة وثوابتها ستستمر كما كانت ولن تتغير بتغير الاشخاص الاماتتطلبه مصلحة الوطن حسب ما تقتضيه الحاجة من مستجدات وظروف مواتية ومحيطة. وبرغم علمي بأن هناك من هو أفضل مني لتناول هذا الموضوع الاانني لم اتردد لحظة واحدة في الادلاء بما يحتمه عليّ واجبي كمواطن، لبلده وقيادته الفضل بعد الله في تعليمه وتنشئته، حيث شدني في ذلك ماجاء في جلسة مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله (اول جلسة يترأسها بعد توليه مقاليد الحكم كملك) يوم الاثنين الثالث من شهر رجب لعام 1426ه بالرياض عندما خصص جزءا من خطابه السامي بنبل شعبه واستحقاق ذلك الشعب بتقدير قيادته عندما قال (شعب بهذه السجايا النبيلة حقيق بأن يحظى بكل تقدير والسهر من اجل رعاية مصالحه) فهنيئا لنا بكم ايها القائد فهذا ديدن قيادتنا فيما سبق وسيستمر ذلك بحول الله وقوته. هذا التلاحم بين القيادة والشعب لهو احد المؤشرات المؤثرة بمواصلة العمل الجاد لتحقيق الخير وترسيخ الأمن والنمو الاقتصادي. اجزم بأن الظروف الحالية والمستجدات الراهنه تتطلب منا كشعب الوقوف والالتفاف مع قيادتنا الرشيدة أكثر من أي وقت مضى لان في ذلك مصلحة للبلاد والعباد وكم نحن بحاجه ايضا إلى الدعاء الدائم والمستمر بالتوفيق والسداد لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة واسداء النصح لهم بالحكمة والموعظة الحسنة بما يكفل تلاحم ومصلحة الأمة بالدرجة الأولى. لاشك اننا نواجه تحديات تجعلنا نتوقف ونقيم المراحل والخطط السابقة بكل وضوح وشفافية لمعرفة اوجه القصور ووضع الحلول العملية لها وهذه التحديات اذا لم تواجه بالحلول الواقعية ستزداد وتيرتها مستقبلا في ظل النظام العالمي الجديد وزيادة عدد السكان وما سيترتب على ذلك من زيادة المتطلبات الحياتية والخدمية. ومن بين تلك التحديات والاولويات مواجهة الارهاب والفكر المنحرف، الاستغلال الامثل للارتفاع الحالي لاسعار البترول القياسية بما يحقق التنمية المستدامة وتسديد الدين العام، الاهتمام بتنويع مصادر الدخل والانتقال من وضع اقتصاد الريع إلى اقتصاد الانتاج، وانشاء قاعدة واستراتيجية صناعية تستطيع المنافسة مع المنتجات الخارجية حصوصاً وان المملكة قاب قوسين او ادني بانضمامها لمنظمة التجارة العالمية، التركيز والاهتمام بتطوير منظومة العلوم والتقنية وياتي في مقدمة عناصر تلك المنظومة تطوير الكفاءات البشرية المحلية المؤهلة والمدربة، ووضع حلول عملية للبطالة المقنعة (عدم وجود وظائف كافية مع وجود 7 ملايين وافد يعملون بالمملكة)، تحديث واستحداث الانظمة والتشريعات الاقتصاديه والمالية والادارية والقضائية بما يتماشى مع العولمة ولايتعارض مع مبادئنا وثوابتنا. وطالما ان قيادتنا الرشيدة قد عودتنا بان اخذت على عاتقها تقدير شعبها والسهر من اجل رعاية مصالحه، فيبقى دورنا نحن المجتمع والافراد بان نقدر تقدير القيادة لنا ليس بكتابة المقالات والخطب الرنانة وانما بتحمل المسؤولية والاخلاص في العمل والانتاجية كلاً في مجاله والاتسام بالجدية والمواظبة والالتزام المهني والا فمهما بذل من جهود ووضع من خطط وصرف من اموال فلن يكون هناك مخرجات ملموسة ذات منفعة للاقتصاد الوطني وسوف يبقى الوطن كما لو كان برأس بدون جسد وفي حينها نكون قد قصرنا في اداء واجباتنا الدينية والوطنية وسنصبح عبئاً على اقتصادنا الوطني. والله من وراء القصد،،،،