كتب الدكتور عبدالعزيز المقالح مقالاً في صحيفة «الراية» القطرية بتاريخ 13/8/2005 يقول فيه استناداً على إحدى الدراسات أن اليمن يمكن أن تكون أغنى دولة في العالم فشواطئها غنية بالثروة السمكية المتنوعة والنادرة وذات القيمة العالية والتي يمكن بها وحدها أن تكون أغنى من كل الأقطار الغنية في شرق الوطن العربي وغربه، هذا فضلاً عن تنوع المناخات باليمن وما يوفره هذا التنوع من محاصيل زراعية على مدى العام.. إلخ، ولكن هذا الكلام وإن كان صحيحاً إلا أن دون تحقيقه عقبتين (أو حتى خرط القتاد) لا يمكن التغلب عليهما في المستقبل المنظور أولهما سوء الإدارة، وهو داء مزمن في كل الدول العربية والثانية زراعة القات المربح والمهلك والذي يحول دون زراعة أية محاصيل أخرى وخاصة البن الذي يمكن وحده أن يشكل دخلاً هائلاً لليمن، وبنفس المنطق يمكن أن نقول إن السودان يمكن أن تكون أغنى دولة في العالم نسبياً فعدد سكانها محدود ويجري في أرضها نهران من أغزر أنهار العالم وهما النيل الأزرق والأبيض كما أن لديها ثروة حيوانية هائلة من الأبقار والأغنام والجمال، هذا عدا الثروة السمكية والبترول ولكنها هي واليمن تعتبران أفقر دولتين في العالم والسبب بالنسبة للسودان هو أيضاً سوء الإدارة نتيجة الانقلابات العسكرية، وهذا يمكن أن يقال عن العراق، ألم يكن من الممكن أن يكون أغنى دولة في العالم، حيث يجري فيه هو الآخر نهران عظيمان مع ثاني احتياطي بترول في العالم، ولكن السنوات الطويلة من الحكم العسكري أوصلته إلى ما آل إليه الآن وهو حال لا يحتاج إلى شرح، ثم نأتي إلى المملكة، إنها تملك ربع احتياطي بترول العالم ولكن بسبب سوء الإدارة فشلنا حتى الآن في ايجاد مصادر أخرى للدخل غير البترول والتي بدونها لن نستطيع أن نوجد مائة ألف وظيفة سنوياً نتيجة للانفجار السكاني الذي تشكل فيه فئة السكان تحت الخمسة عشر عاماً 40٪ من السكان، ولهذا وإلى أن تتعدد مصادر دخلنا من السياحة والتعدين والموارد البشرية المبدعة فإننا سنظل دولة محدودة المصادر، على أننا لحسن الحظ بدأنا في قطع أول خطوة في رحلة الألف ميل.