أعتقد أن الجميع يتفق معي في أن منظر سيارة وهي تسير في الشارع العام، أو على إحدى الطرق السريعة، وأحدهم يفتح النافذة ويلقي مخلفات في الهواء لا يساويه أي منظر آخر في السوء، فهكذا دون أدنى مبالاة يقوم بمثل هذا التصرف غير اللائق وأمام أعين الناس، دون أي اعتبار لمن هم خلفه أو للطريق وحقوقها أو للنظافة التي حثنا عليها الدين الإسلامي الحنيف. سلوكيات تستفزك وأنت تراها بلا حساب ولا عقاب، عامل النظافة المسكين، يمضي ساعات طوالا تحت مختلف الظروف المناخية، يجتهد ويعمل ويكد من أجل أن تظهر شوارعنا في أجمل حلة، ليأتي أحدهم بكل برود ويلقي ما في يده من النافذة، حتى أنك تُفاجأ وأنت تقود سيارتك خلفه بهذا التصرف، لأن تلك المخلفات قد تنتقل أثناء طيرانها مع الأسف الشديد، في زجاج سيارتك الأمامي، ومنظر آخر هو أن يفتح الباب أثناء وقوفه عند الإشارة و(يبصق) أكرمكم الله، أو ينظف طفاية السجائر، وكأنه في المكان المناسب، دون اكتراث بحق الطريق، أو احترام لمستخدميها. مثل هذه المناظر غير الحضارية والمؤلمة حقاً، ينبغي أن يطبق بحقها نظام مخالفات واضح وصريح، مثل هذه التصرفات هي نتاج ثقافة وعدم تطبيق نظام، عندما يعرف أي إنسان، أن مثل تلك التصرفات غير الحضارية يحاسب عليها النظام بعقوبات واضحة فلن يجرؤ على عملها، ثقافة احترام الطريق وضوابطه يجب أن تدرس منذ المراحل الأولى في التعليم بشكل أكثر كثافة، لتعزيز لغة الاحترام لكل الأماكن العامة، وضرورة الحفاظ عليها لأنها ملك للجميع، ووجودها نظيفة أحد دلائل الوعي الحضاري. قبل أشهر نشر خبر مفاده (رصدت عين النظافة الخاصة بأمانة منطقة الرياض خلال الستة أشهر الماضية أكثر من(474) مخالفة نظافة، سجلت ضد قائدي المركبات المخلة بالنظافة العامة في شوارع العاصمة وميادينها وطرقاتها وأحيائها. وتفاوتت المخالفات زيادة ونقصاناً من شهر إلى آخر، حيث تنوعت من رمي للمعلبات الفارغة، والأوراق، والمناديل، والسجائر من نوافذ المركبات، إلى (البصق) بشكل غير حضاري في التقاطعات، وأمام الإشارات المرورية، إضافة إلى مخالفة سكب مياه الصرف الصحي بالأراضي العامة، ومخالفة تساقط الأتربة، ومخلفات البناء من عربات النقل وغيرها من المخالفات)، هذا رائع، لكن السؤال ما هي تلك المخالفات؟ وكيف طبقت بحق المخالفين، وما نوع المخالفة؟ لابد أن تعلن إذاً عبر وسائل الإعلام، ليعرف الجميع أن مثل هذه التصرفات تقابلها عقوبات، ولابد من توعية المجتمع بمختلف اللغات، فمن يجوب شوارعنا هم من مختلف الجنسيات، ولابد أن تصلهم مثل هذه الضوابط بأي طريقة كانت، حتى تكون الحجة واضحة عند التطبيق، آمل أن تُفعل ضوابط هذا النظام لتكون رادعة لكل مخالف، وعلى كل حال هذا النظام معمول به في دول كثيرة من العالم، أبرزها سنغافورة التي تعد أحد أنظف دول العالم، وأكثرها مراعاة لصحة البيئة.