الحمد لله الذي حكم بالفناء وتفرد بالبقاء لا شيء يدوم إلا وجه الحي القيوم له حكمة بالغة وعظة لمن يتعظ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو على كل شيء قدير لقد فجعت الأمة فاجعة عظيمة ورزيت المملكة برزية دهماء بكى لها الصغير والكبير الذكر والانثى كيف لا والفقيد عظيم والمصاب جلل ففهد بن عبدالعزيز هو فاجعة الإسلام والمسلمين ملك حكم بالعدل والإحسان وطرز تاريخه بنياشين الذهب بأفعال يعجز عنها كثير من الرجال، تنازل عن أبهة الملك وجلاله وتسمى باسم أحبه ويتشرف بحمله «خادم الحرمين الشريفين» فنعم بالخادم والمخدوم فهذا الشرف العظيم هو خدمة مسجد الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ملك تدرج في رقي السؤدد والرفعة حنك الحياة وحنكته لم يترفع عن شعبه أو ينقطع عنه، أسس بنيان النهضة ووضع أنظمة الدولة وشرع في تقدم انسان هذا البلد الكريم ورفعة شأنه خدم كتاب الله ووحد طباعته ونشره في ارجاء المعمورة قام بتوسعة الحرمين الشريفين توسعة لم ير العالم مثلها من قبل وصانهما صيانة قل نظيرها، افتتح المدارس والجامعات وشيد المساجد والطرقات وكثرت البرامج والمشروعات حمى بلاده من عبث العابثين وحقد الحاقدين وطمع الطامعين، ولم يثنه عمله بالداخل عن نشر دين رب العاملين في مشارق الأرض ومغاربها فأسس المراكز الإسلامية ودعم الأقليات المسلمة ونصرة الملهوفين من المسلمين ورفع الظلم والحيف عنهم وما البوسنة عنا ببعيد وحد المسلمين ورفع شأن العرب بين العالمين وسياسته تجمع بين الحزم واللين فارتفع اسم المملكة عالياً لها في المحافل والمنتديات الدولية صولات وجولات ويحسب لقولها الف حساب ورأيها دائم سداد لم يباهي بافعاله وأعماله فهكذا هم العظماء يعطون بدون من ولا رياء ويمضون ليتكلم التاريخ عنهم لم يطبلوا لافعالهم أو يترنموا بأقوالهم أو يزيدون الشطط ويبغون العوج. كان فهدنا قدوة في حياته بأفعاله وأقواله وبساطته ومحبته عطوفاً على أبناء شعبه رحيماً بهم وقدوة في مماته حيث البساطة في الدفن والعزاء لا مراسم غير ما شرعه دين الله وفي هذه الأيام التي علا شأن الاعلام بها راينا كيف كانت مراسم تشييعه والصلاة عليه ودفنه حديثها واستغرابها نفس الوقت كيف يكون ملك عظيم وسيد كريم مثل فهد بن عبدالعزيز كان الغرب والشرق يحسب حسابه ويهاب مقامه. ونسأل الله العلي القدير أن يوفق ويسدد اخوانك الميامين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى كل خير ويأخذ بأيدهما لرفعة هذا الدين وعز الإسلام والمسلمين وإن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب {إنا لله وإنا إليه راجعون} ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.