أكد الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن الشركة السعودية للخطوط الحديدة (سار) اختارت مقر المعهد السعودي للخطوط الحديدية بناء على معايير تركز على توسطه بين المناطق التي تمر بها السكك. وأضاف الغفيص الذي كان يتحدث أمس عقب الاحتفال بتوقيع عقد اتفاقية تشغيل المعهد في الرياض، أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ماضية في بناء استراتيجيات مع كبرى الشركات العالمية، وذلك بهدف توطين التقنية وخلق وظائف للشباب السعودي، مشيرا إلى استراتيجية المؤسسة مع شركة أرامكو في جازان والتي تعد أهم الاستراتيجيات والشراكات التي تساهم في توفير فرص عمل للسعوديين. وأوضح الغفيص أن المؤسسة اهتمت ببناء علاقة متينة مع قطاع الأعمال بهدف الاستفادة من فرص العمل المتاحة في منشآت القطاع الخاص وذلك من خلال اتفاقيات شملت 21 معهدا حتى الان، وعملت على تطوير خططها وبرلامجها التدريبية بشراكة كاملة مع سوق العمل بما يضمن ربط المتدرب ببيئة العمل مباشرة واعتبار ذلك جزءا رئيسيا من المنهج، ما أسهم في رفع كفاءة الخريج. وتابع الغفيص انه تم كذلك التنسيق مع القطاع الخاص وشركائه من الدول الصناعية لبناء شراكة استراتيجية في إنشاء وتشغيل وحدات تدريبية تضمن المواءمة بين المخرجات وحاجة السوق في مجالات متخصصة مثل تقنية السيارات والصناعات البلاستيكية والخدمات البترولية والبناء والتشييد والطاقة والمياه والكهرباء والتعدين وصيانة الطائرات وغيرها من المجالات التي يحتاجها سوق العمل. وكان الميمان رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدة (سار) قد أوضح في كلمته أثناء الاحتفال بتوقيع الشراكة لتشغيل المعهد، أن التوقيع مع الشريك البريطاني (TQ) جاء بعد النظر في ملفات عدد من الشركات العاملة في مجال تشغيل المعاهد المتخصصة في التدريب التقني وصناعة السكك الحديدية. وأشار الميمان أن هذه الخطوة من شأنها الوصول بمخرجات المعهد من شباب الوطن إلى المستوى الذي يمكنهم من تولي مهام تشغيل السكك الحديدية وإدارتها وصيانتها حسب المعايير العالمية المعتمدة. وشدد الميمان على الدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه البنى التحتية التي أوجدتها (سار) في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة، منوها إلى أن الاستمرار في تطوير وإنشاء خطوط السكك الحديدية خيار استراتيجي تبنته الدولة دعما لهذه الصناعة التي من شأنها خلق واقع اقتصادي مختلف في المستقبل القريب. من جهته أكد الدكتور رميح الرميح الرئيس التنفيذي ل (سار) أن الدراسة في المعهد ستبدأ في الفصل الدراسي القادم، وأنهم وضعوا خطة لاستقطاب 150 شابا سعوديا في كل عام، وحتى الوصول إلى ستة آلاف سعودي تحتاجها الشبكة، في كافة المجالات مثل الاتصالات والتحكم وقيادة القطارات والصيانة والتشغيل وبخبرة دولية تخضع لمعايير عالمية. التوقيع مع شركة TQ البريطانية لنقل الخبرة للشباب السعودي «عدسة - عليان العليان» وأضاف الرميح أن الشركة تنظر للمعهد السعودي للخطوط الحديدة على أنه قناة مستقبلية داعمة على مستوى رأس المال البشري لكافة قطاعات صناعة الخطوط الحديدية بالمملكة، فضلا عن كونه عنصر ريادة مهما جدا من جهة اعتماده كجهة موثوق بها عالميا في تأهيل الكوادر البشرية على مستوى المنطقة، مشيرا إلى أن الشركة عاقدة العزم على المضي قدما في هذا المعهد حتى يأخذ مكانته الاعتبارية ويصبح أحد منارات المملكة الداعمة لصناعة الخطوط الحديدية. من جانبه بين المدير العام للمعهد المهندس عبدالعزيز بن محمد الصقير، أن المعهد يهدف إلى أن يكون رائداً في مجال التدريب التقني المتخصص في صناعة الخطوط الحديدية على مستوى المنطقة، موضحاً أن رسالة المعهد تكمن في تزويد سوق العمل المحلي والإقليمي بالقوى العاملة المتخصصة والمؤهلة وفق المعايير الدولية المعتمدة لتقنيات الخطوط الحديدية وتبادل الخبرات والاستشارات الفنية مع الجهات ذات العلاقة المهتمة في هذا المجال. وعن مسارات التدريب التي سيقدمها المعهد أوضح الصقير أن المعهد سيستهدف خلال المرحلة الأولى فتح باب القبول لخريجي الثانوية العامة في أربعة تخصصات هي قيادة القطارات وأنظمة الاتصالات والتحكم والصيانة الميكانيكية إضافة إلى تخصص صيانة الخطوط الحديدية مشيراً إلى أن مدة هذه البرامج هي سنتان ونصف، منوها بأن خريجي المعهد سيكونون من ضمن فريق العمل في شركة (سار) بمجرد التحاقهم بأحد البرامج المطروحة يما يشمل الرواتب و التأمينات اجتماعية والتأمين الصحي والإجازة السنوية. وتابع أن صناعة الخطوط الحديدية في المملكة تعتبر حديثة وتتطلب أيدي عاملة وطنية ماهرة لدعم برامج تشغيل وصيانة هذه البنية التحتية العملاقة، وأن ذلك اسلتزم وجود إجراءات قبول تضمن اختيار أنسب المتقدمين لكل برنامج حسب متطلباته. وأوضح الصقير ان التعاون مع شركة TQالبريطانية جاء لنقل الخبرة للشباب السعودي لاسيما وان الشركة تعتبر رائدة في مجال التعليم والتدريب دولياً وأن التاريخ المستهدف لبدء الدراسة هو خلال شهر يناير المقبل.