فوضت أطياف من معارضة الداخل في سورية النائب المقال لرئيس مجلس الوزراء قدري جميل بتمثيلها في التحضير لمؤتمر "جنيف 2" المعني بإيجاد آلية لحل الأزمة السورية. وقال "ائتلاف قوى التغيير السلمي "في بيان له: "نحن الأحزاب والقوى والتيارات السياسية.. المنضوية في ائتلاف قوى التغيير السلمي المعارض في سورية، نعلن أننا نفوض قدري جميل (عضو قيادة الائتلاف، وعضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، وأمين حزب الإرادة الشعبية) ومن قد يلتحق به من قيادة الائتلاف تفويضاً كاملا". وأوضح البيان أن التفويض يشمل التمثيل والحديث "باسم قوى وأحزاب الائتلاف، منفردة ومجتمعة، في سياق الاتصالات واللقاءات التي يجريها الائتلاف خارج البلاد تحضيراً لمؤتمر جنيف 2 الخاص بإيجاد مخرج سياسي للأزمة الوطنية الشاملة في سورية، بما ينسجم مع وثائق الائتلاف على قاعدة وقف العنف ووقف التدخل الخارجي وإطلاق العملية السياسية الكفيلة بحقن دماء السوريين وإحداث التغيير السلمي الديمقراطي المطلوب". واعتبرت قوى المعارضة من الداخل، والتي تتهمها معارضة الخارج بأنها تعمل تحت سقف نظام بشار الأسد، أن "هذا التفويض قطع للطريق أمام كل المشككين أو المزاودين على الائتلاف أو شخص جميل، ومواقعهما في مقدمة صفوف المعارضة الوطنية السورية". وذيل البيان بأسماء الأحزاب المنضوية ضمن "ائتلاف قوى التغيير السلمي"، وهي كل من الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الإرادة الشعبية والتيار الثالث لأجل سورية وتيار طريق التغيير السلمي والحزب الديمقراطي الاجتماعي والتجمع الديمقراطي الماركسي والهيئة الوطنية العربية والتيار الديمقراطي العلماني ولجنة السلم الأهلي في قنينص ولجنة السلم الأهلي في الميادين ولجنة السلم الأهلي في البوكمال ولجنة الحراك السلمي في عامودا ولجنة الحراك الشعبي السلمي في دير الزور ولجنة الحراك الشعبي السلمي في القامشلي وتيار شباب سورية المستقبل والتيار الوطني الديمقراطي. وترفض أطياف من معارضة الداخل في سورية المشاركة في مؤتمر جنيف تحت مظلة "الائتلاف الوطني" المعارض، معتبرة أن هناك اختلافات في الطرح. على الصعيد ذاته أبدى الائتلاف الوطني السوري امس استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية، شرط ان يؤدي هذا المؤتمر الى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، والا يكون لنظام الرئيس بشار الاسد دور في المرحلة الانتقالية. وقالت الهيئة العامة للائتلاف المجتمعة منذ السبت في اسطنبول، انها "ناقشت موضوع المشاركة في جنيف 2". اضاف البيان "بعد التداول، أقرت استعداد الائتلاف المشاركة في المؤتمر على اساس نقل السلطة الى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والامنية وعلى الا يكون لبشار الاسد واعوانه الملطخة ايديهم بدماء السوريين اي دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية". الى ذلك، اشترط الائتلاف الذي يعد ابرز مكونات المعارضة، ان "يسبق عقد المؤتمر إدخال وضمان استمرار دخول قوافل الاغاثة من الصليب الاحمر والهلال الاحمر وغيرها من الهيئات الاغاثية الى كافة المناطق المحاصرة والافراج عن المعتقلين، خصوصا النساء والاطفال". وتعليقا على هذه الخطوة، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هذه المشاركة ستكون "خطوة كبيرة". وقال خلال مؤتمر صحافي امس في ابو ظبي "اجرت المعارضة السورية تصويتا للذهاب الى جنيف. انها خطوة كبيرة". وتسعى الولاياتالمتحدة وروسيا منذ ايار/ مايو الماضي الى عقد هذا المؤتمر بمشاركة ممثلين للنظام السوري والمعارضة، سعيا للتوصل الى حل سياسي للازمة المستمرة منذ 31 شهرا. وفي حين تشدد المعارضة على ضرورة رحيل النظام، ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الرئيس الاسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014، معتبرة ان القرار في ذلك يعود "للشعب السوري". واشارت الهيئة العامة للائتلاف في بيانها امس الى انها "كلفت لجنة من اعضاء الائتلاف بإجراء المشاورات اللازمة مع قوى الثورة في الداخل والمهجر لشرح موقفها وتعزيزه حول قرارات الائتلاف". وكان الائتلاف اعلن الاحد انه بدأ محادثات مع المجموعات المقاتلة على الارض من اجل التوصل الى موقف مشترك من المشاركة في جنيف 2. وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد الصالح في تصريحات صحافية "لدينا الآن حوار وشراكة وسنعمل مع كتائب الجيش السوري الحر". وسبق للعديد من الكتائب المقاتلة البارزة ان رفضت فكرة المشاركة في المؤتمر، معتبرة ان ذلك سيكون "خيانة للثورة السورية"، في اشارة الى الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام منتصف آذار/مارس 2011، وتحولت نزاعا داميا اودى بحياة اكثر من 120 الف شخص. كيري متحدثاً في المؤتمر الصحافي في أبوظبي