على عكس المواسم السابقة التي حضر فيها الأمير فيصل بن تركي رئيساً للنصر ظهر هذا الموسم هادئاً في حضوره، متروياً في تصريحاته، وقبل ذلك ممسكاً بخيوط اللعبة الإدارية والفنية والإعلامية بقبضة قوية، وقد كان ذلك السبب الأول في ظهور النصر بمظهر لم نعتده من سنوات طويلة. الفريق لا ينجح في التمسك بالصدارة لثلاث جولات متتالية وحسب، بل أردف ذلك بمستويات فنية راقية، وقتالية لافتة في الميدان، وانضباطية عالية في الأداء، وهو ما جعل المتابع بمختلف شرائحه يحترم هذا الحضور الممتع، وزاد منسوب الاحترام لديه التعاطي الإعلامي الرسمي المتزن، الذي خلا من التصعيد المفتعل، والتأزيم المفضوح، والفوضوية المزعجة، ما ساهم في اكتمال جمالية الصورة. في هذا الوقت كان الفريق بحاجة إلى دعم جماهيره التي كانت ولا تزال مضرباً للمثل في الدعم والتشجيع، وإلى مساندة إعلامه الذي يفرض حضوره على الساحة الإعلامية بكل الوسائل، وقد جاءه هذا الدعم والإسناد؛ ولكن بطريقة سلبية أسهمت في الضغط عليه، وهو ما بدا واضحاً في مباراة الاتفاق الأخيرة التي تعادل فيها الفريق ليفقد على إثر هذا التعادل الصدارة لمصلحة غريمه الهلال. المتابع الحصيف للمساندة الخاطئة والدعم السيئ للإعلام والجمهور النصراوي على السواء، كان يدرك أنهما سيلعبان دوراً سلبياً على الفريق؛ إذ بدا التصعيد مبكراً سواء على المنافسين أو على التحكيم، ومن ذلك تداول هاشتاق #متصدر-لاتكلمني في (تويتر) والذي تحول إلى شعار نصراوي، وقبله الحملة المركزة التي شنت على عمر المهنا وحكامه بهدف وضعهم تحت الضغط، وهو ما دفع ضريبته الفريق بخسارته للصدارة وكأن السحر قد انقلب على الساحر. ارتدادات فقدان الصدارة كانت صادمة لأنصار "العالمي" إعلام وجماهير، خصوصاً وقد حطت بطواعية في أحضان "الزعيم" وقد بدا ذلك واضحاً من خلال الهجمة العنيفة التي طالت اللاعبين ومدربهم بل وحتى الإدارة لم تسلم منها؛ إذ اعتبرت شريكة في هذا (السقوط)، ليكشف هذا الانفعال المبالغ فيه عن حقيقة ذلك الإسناد والدعم السيئين. الأسوأ منهما هو أن ذلك الانفعال الذي أعقب التعادل مع الاتفاق أعطى إشارة واضحة بأن استمرار هذا النهج سيكون له مفاعيله السلبية على الفريق أكثر في قادم الأيام؛ خصوصاً وأن الجولة المقبلة ستكون الأصعب للفريق خلال مشواره في الدوري على الإطلاق حيث سيصطدم بالهلال وبما تحمله المواجهة من اعتبارات كثيرة. حتى اللحظة لا يبدو الإعلام النصراوي مدركاً لخطورة تعاطيه السلبي، ولا يبدو لي أنه سيدرك ذلك وهو الذي يعيش واقع المنافسة بشكل يبدو صادماً له، وهنا تأتي مسؤولية الإدارة؛ خصوصاً وأن الأمير فيصل بن تركي بدا لي متنبهاً لذلك، إذ بدا لافتاً في تصريحه الذي أعقب مواجهة الاتفاق قلقه من التصعيد المربك حيث قال: "موضوع الصدارة لا يزال مبكراً فنحن لا زلنا في الأسبوع التاسع، ولذا أحذر الجماهير من هذا الموضوع؛ لأن الصدارة ليست مهمة، وإنما المهم من يصل لخط النهاية". يبقى لي الآن فقط أن أنصح الرئيس النصراوي وقد أظهر كل هذا الوعي بطبيعة المنافسة وصعوبتها أن يرفع شعار "منافس.. لا تخرشني" على أن يكون هذا الشعار موجهاً لأنصار ناديه كي يرفعوا الضغط على الفريق؛ أقول ذلك صادقاً فهل يفعل؟!