توحي دراسة صغيرة أن المعالجة المحثثة للأشخاص الذي أصيبوا بنوبات دماغية قبل سنوات تحسن قدرتهم على النطق، مما يعطي أملا «جديداً» لضحايا المرض وعائلاتهم. ومع أن الاختبار الذي أجري يحتاج إلى التأكد من نتائجه عن طريق تطبيقه على مجموعة أكبر من المرضى، إلا أن عدة خبراء أعربوا عن استحسانهم للنتائج. وقالت الدكتورة مارلين رايمر المديرة الطبية في معهد سانت لوك للدماغ والنوبات في كانساس سيتي بميسوري وهي لم تشارك في الدراسة، أن « أي شيء يختبر تفكيرنا القديم القائل إن حالة المصاب لا تتحسن بعد سنة، هو أمر مثير في اعتقادي». وقد درس الباحثون 27 شخصاً «بينهم 16 رجلاً» و11 امرأة نجوا من النوبات قبل حوالي أربع سنوات تميزت بدرجات متفاوتة من تعطل النطق. وبلغ متوسط أعمار المرضى 51 سنة. في الولاياتالمتحدة يتعرض حوالي 700 ألف شخص لنوبات جديدة أو معاودة سنويا». وتشمل مؤشرات الإصابة بالنوبات فقدان الرؤية بصورة مفاجئة في كلا العينين أو إحداهما، والفقدان المفاجئ لقوة أو إحساس أحد جانبي الجسم والتلعثم وتغيير طريقة الكلام. وقد أخضع المرضى لثلاثين ساعة تدريب على الكلام -أي ثلاث ساعات يومياً- ولمدة عشرة أيام، وقبل التدريب المرضي يجدون صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة أو فهم ما يقوله الآخرون. وقد تحسنت حالة هؤلاء مباشرة بعد التمارين واحتفظوا بهذا التحسن بعد ستة أشهر. وقال رئيس البحث الدكتور ماركوس ماينزر من جامعة كونستانز في ألمانيا أن 38 في المائة من المصابين بالنوبات عانوا من صعوبة النطق (aphasia) بعد إصابتهم بالنوبة في الجانب الأيسر من الدماغ، وفي حين أنه يحدث تحسن تلقائي عندالمصابين خلال الأشهر الستة الأولى التي تلي النوبة، إلا أن 60 في المائة منهم يظلون يعانون من صعوبة النطق بعد ستة أشهر. في الدراسة التي نشرت في مجلة الجلطة الدماغية (Stroke) التابعة لجمعية القلب الأمريكية، استعمل الأطباء العابا «لتشجيع المرضى على التكلم بدلاً من الاعتماد على الإشارات كوسيلة تواصل. وتوجب على اللاعبين طلب بطاقات تتطابق مع صور ورسوم موجودة على بطاقات أعطيت لهم من قبل. وقال ماينزر: «يلعب المرضى ألعابا» ورقية بمواد معقدة ونطلب منهم أن يزيدوا تعقيدات ما يتفوهون به». كما اختبر الأطباء قدرات المرضى اللغوية مثل إطلاق الأسماء وتكرار المفردات والفقرات والفهم والكتابة». وأخضع 15 مريضاً «لمعالجة إضافية تتضمن مساندة من أفراد العائلة في المنزل والخروج لمواجهة الحياة الواقعية مع أفراد العائلة لطلب الإرشادات من المكاتب السياحية عن الأماكن التي تستحق الزيارة. وتبين للباحثين أن المهارة اللغوية قد تحسنت عند 85 في المائة من المرضى، وإن التحسن كان افضل من ذلك أيضا «عند المجموعة الثانية وقد لاحظ المرضى والأقارب على السواء في المجموعتين زيادة في نوعية التواصل اليومي بعد التمارين. وأشار الدكتور دافيد هيتس أستاذ طب الأعصاب في كلية جورجيا للطب، أن متوسط أعمار المرضى كان أكثر ميلا للصغر وقال: «إن الشباب والأدمغة الشابة تتعافى على نحو أفضل من الأدمغة الأكبر سناً». إلا أن الدكتور جيمس غروتا أستاذ طب الأعصاب ومدير برنامج النوبات في جامعة تكساس شدد على أن هذه النتائج هي أولية ولا يجب أن يتوقع المرضى شفاء عجائبيا». ولكن الدراسة أثارت الآمال، «فالأمل بالشفاء موجود حتى بعد انقضاء سنوات على الإصابة بالنوبة».