ربما يبعن لعباً للأطفال، أو ربما قطع قماش نسائية، لكنهن على كل حال نساء ماضيات في طريق الكسب الحلال ومقاومة مخالب الفقر والفاقة، سيدات سعوديات يقفن أمام بسطات تحوي كل ما رخص ثمنه، وكثر طلبه، يختفين في الصباح هرباً من حرارة الشمس، ويعدن مساء باحثات عما كتب الله لهن من رزق. يكاد من يراهن أن يجزم جزم اليقين أنه لم يدفعهن إلى الوقوف طيلة تلك الساعات وعيونهن ترمق المارة من المتسوقات إلا الحاجة التي ترهق الإنسان، إلا أن أولئك النسوة قررن الوقوف على الأرصفة أمام البسطات الصغيرة مقاومة لألم العوز وذل الفقر. وتبرهن حالات السعوديات صاحبات المباسط على تنامي الحاجة، ورغبة الأسر الفقيرة على العيش بكرامة وشرف من خلال اللجوء للبيع على أرصفة الأسواق هرباً من ذل السؤال وإهدار الكرامة. ويأمل مراقبون على أن هذا يساهم هذا السلوك في تحسين أوضاع الأسر الفقيرة، خاصة تلك التي الأسر التي تعيلها نساء من المطلقات والأرامل. ويرى الباحث الاقتصادي د.محمد بن مسعود القحطاني أن لجوء السيدات السعوديات من المعوزات واللاتي ربما يعلن أسر فقيرة هو تعبير عن رغبة تلك السيدات في العيش بعزة وكرامة، مشدداً على أن هذا التوجه يستحق الدعم والرعاية. وقال القحطاني إن لجوء بعض السيدات للعمل في البيع من خلال بسطات أمام الأسواق هو تعبير حقيقي عن رغبتهن في الكسب الحلال والعيش بعزة وكرامة، مشدداً على أهمية دعمهن من قبل قنوات التحويل، واحتوائهن من خلال تجهيز كشكات في الأسواق الكبيرة لهن وتنظيم عملهن، وتأجير تلك الكشكات لهن بأسعار رمزية. وأشار إلى عمليات البيع للحاجيات البسيطة من خلال مباسط صغيرة هي حالة تشهدها أغلب دول العالم، ويعد هذا المستوى من ممارسة البيع مؤثراً في تحسين مداخيل الفقراء ومحدودي الدخل، مبيناً أن البيع في تلك البسطات هو أشرف من التسول في الشوارع. وطالب القحطاني الجهات المعنية بتقديم الدعم اللازم لهؤلاء المواطنات، وتحسين طريقة ممارستهن للبيع من خلال تنظيمها، ومنحهن الإمكانيات المادية والتنظيمية اللازمة لتشكيل هوية تجارية بسيطة وواضحة لهذا النشاط التجاري. وشدد على أن مثل هذه الأنشطة التجارية البسيطة ذات مرود ايجابي في تحويل الأسر الفقيرة إلى منتجة، إضافة إلى مساهمتها في الحد من توسع دائرة الفقر بين في أوساط الأسر السعودية.