ثمة مقولة أو نصيحة عند بعض كبار السن من الرجال.. والذين يرغبون وينصحون بالتعدد في الزواج.. فيتندرون بقولهم ناصحين ومداعبين من يشتكي ضعفا جنسيا: غير المعَلَف.. كناية عن تغيير الزوجة أو شريكة الحياة.. وبالذات كبيرة السن.. ذلك ان تغيير الزوجة بأخرى يستعيد له أمجاداً مضت مهما تقدم به العمر.. فبتغير شريكة الحياة الكهلة والمُسنة بأُخرى شابة (والكلام لمن يردد المقولة) يجعل الكهل شاباً ويعيد الشيخ إلى صباه.. ولا داعي للفياقرا أو أغذية غنية بالبروتين لتقوية الباءة لدى المُسن.. وفي سوانح ماضية قارنت فيها بين جرادة (المكن) التي كنا نأكلها في الماضي.. وبين الربيان وحتى الكافيار الذي هو في الواقع بيض السمك.. والذي تشتهر بإنتاجه وتصديره كل من روسيا وإيران.. وعامة الناس وخاصتهم يعرفون أو يُروجون لقيمة الربيان والكافيار في تقوية الباءة.. (والأولين) من العامة والخاصة يعتقدون بمفعول الجراد في تلك التقوية.. إلا ان الموضوع يحتاج إلى دراسة مقارنة بين الاثنين.. وأرى أن موضوع الربيان والكافيار والجراد.. خاصة نوع المكن اللذيذ والكبير الحجم.. يصلح لأن يكون أطروحة لنيل شهادة الماجستير أو الدكتوراه.. ماعلينا.. فثمة حقيقتان فيما يتعلق بالعجز الجنسي.. الأولى ان من يعاني من العجز الجنسي مريضاً كان أو كبيراً في السن.. لا يمل من طرق كل وسيلة لاستعادة ما فقده من قوة.. والحقيقة الثانية أن العجز والضعف الجنسي يستغلهما من يُريد الثراء من دجالين وحتى أطباء.. فيصفون أشياء قد تكون سامة وقاتلة لمن يستخدمها من سُذج.. يريدون أن يستعيدوا أمجاداً مضت ولن تعود.. عندما كانوا في العشرين أو الثلاثين من أعمارهم.. وقد يتزوج أحدهم وعمره ناهز السبعين أو تعداها.. من شابة صغيرة من بلده أو من بلاد خارجية فقيرة.. ممنياً نفسه بأن يستعيد شبابه بما وصف له من أدوية من أحد العطارين مع أن المثل يقول: لا يُصلح العطار ما أفسد الدهرُ.. معتمداً على (تغيير المعَلف) وفي الآونة الأخيرة انتشرت إعلانات في القنوات الفضائية عن المقويات الجنسية.. بعضها وقح ويخدش الحياء.. وفي إحدى تلك القنوات رأيت إعلاناً لدواء لا أذكر اسمه هنا كي لا يحسب إعلاناً ودعاية له.. رأيت كهلاً وقد استخدمه.. وحوله حسناوات متبرجات يطلبن وده.. ليجذبوا السُذج من الرجال لبضاعتهم تلك.. وفي الأخير أقول: ويلٌ لمن هو في السبعين من عمره من زوجة.. جديدة.. في العشرين من عمرها.. فاحذروا أيها الكهول والشيوخ من تغيير المعَلف.. يا رعاكم الله.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار سابق للطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.