شهدت أفرع البنوك في المملكة يوم أمس الأربعاء حالة استثنائية واستنفارا غير مسبوق لجميع موظفيها ورجال الأمن لديها لمواجهة حالات التدافع والتزاحم الضخم جراء الأمواج البشرية التي تدافعت بأعداد هائلة لبيع أسهمها المخصصة في شركة المراعي والذي كان أمس الأربعاء هو أول أيام التداول فيها، وعزا الكثير سبب التدافع الكبير في اليوم الأول إلى اكتساب الناس للخبرة ومعرفتهم من الاكتتابات السابقة من أن اليوم الأول في تداول أسهم الشركات عادة ما يسجل أعلى سعر ليشهد بعد ذلك تراجعاً ما دعا الناس للتسابق للبيع يوم أمس. وتدافع آلاف المواطنين منذ الصباح الباكر في أول يوم لتداول سهم المراعي (أمس) إلى صالات تداول الأسهم في البنوك المحلية لتنفيذ أمر البيع خلال الساعات الأولى من عملية التداول، وشهدت البنوك المحلية التي تم الاكتتاب عن طريقها (5 بنوك محلية) توافد آلاف المكتتبين الذين اكتظت بهم صالات التداول لتنفيذ عمليات البيع في اللحظات الأولى من تداول (سهم المراعي) والذي قفز إلى أعلى معدلاته (912) ريالاً في بداية التداول. ففي مدينة الرياض شهد فرع أحد البنوك حالتي ضرب اشترك فيها 4 أشخاص وعزا شاهد عيان تلك المضاربة إلى غياب التنظيم من قبل رجال الأمن في ذلك الفرع مشيراً إلى أن رجال الأمن اكتفوا بالمشاهدة دون التدخل، مما حدا به للاتصال بالدوريات الأمنية التي أسرعت في إرسال دورية للموقع وفض الاشتباك ! فيما شهد طريق العليا اختناقات مرورية نتيجة لاصطفاف الطوابير لمسافات طويلة امتدت خارج البنك وذلك منذ الساعة الثامنة صباحاً أي قبل بدء التداول بساعتين رغم حرارة الشمس الحارقة، وشكا عدد من المواطنين في اتصال لهم مع (الرياض) من سوء التنظيم في البنوك ما يخلق جواً مشحوناً بين المراجعين والراغبين في البيع، وفي الاحساء أدت حالات التدافع الكبيرة والزحام الشديد إلى سقوط شخص في حالة إغماء ولكن سرعان ما أفاق بعد أن تم سكب الماء عليه وإخراجه من مكان الزحام، وشكا عدد من المواطنين الذين يتداولون الأسهم عبر الإنترنت شكوا يوم أمس من أن الشبكة (التابعة لأحد البنوك) تعطلت بالكامل طيلة يوم أمس ولم تفلح اتصالاتهم مع المدير الإقليمي من إيجاد حل لهم وظلوا يتفرجون في حيرة وحسرة !وكان التداول على أسهم شركة المراعي قد استهل يوم أمس على تذبذب مفتوح ليسجل أعلى أسعاره عند 912 ريالا ليبدأ بعد ذلك في التراجع. وأكد مكتتبون ل «الرياض» ان صالات التداول في البنوك المحلية أقفلت أبوابها قبل بدء تداول الأسهم بسبب عشوائية التنظيم في البنوك المحلية وعدم توزيع ارقام تنظم عمليات السير، الأمر الذي تسبب في تكدس آلاف المواطنين أمام صالات التداول. وأكد حسن بن سليم الجويد أن عشوائية عمليات التنظيم في البنوك المحلية وعدم الاستعداد بالشكل المطلوب لتنفيذ أوامر البيع ل «سهم المراعي» أدى ذلك إلى تزاحم المواطنين أمام صالات التداول، وقال الجويد ان عدم تنفيذ اوامر البيع عن طريق الشبكة العنكبوتية «الانترنت» بسببب الأعطال في الشبكة دفع المواطنين إلى الذهاب إلى صالات تداول الأسهم لتنفيذ أوامر البيع هناك، الأمر الذي أدى إلى تكدس آلاف المكتتبين أمام صالات البنوك المحلية والتي أقفلت أبوابها في وقت مبكر، مشيرا إلى أن عدد أوامر البيع التي تم تنفيذها في أول يوم لتداول «سهم المراعي» سيكون قليلا جدا بسبب تدافع آلاف المكتتبين في صالات البنوك المحلية عشوائياً دون أي تنظيم. وقال المواطن نايف بن خليف العنزي ان سوء التنظيم وعدم توفر استمارات أمر البيع أدى إلى ارباك المكتتبين مما تسبب في نشوب مشاجرات في صالات البنوك المحلية، وأكد العنزي والذي حضر إلى مقر صالة التداول في تمام الساعة السابعة والنصف أي قبل بدء التداول ب 3,5 ساعات انه لم يستطع تنفيذ أمر البيع حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا في نهاية عمل البنوك، وأكد أن صالات التداول أقفلت أبوابها قبل بدء عمليات التداول بسبب تدافع المكتتبين عشوائياً إلى صالات الأسهم، وأقفلت البنوك المحلية أبوابها الخارجية قبل انتهاء الدوام الرسمي لها.