تجري حاليا مفاوضات بين مجموعة المنجم السعودية للمواد الغذائية من جهة ووزارة الزراعة ومجمع "دو" الفرنسيين من جهة أخرى لإنقاذ المجمع الفرنسي المتخصص في تحويل منتجات الدواجن وتصديرها من إفلاس أصبح شبه مؤكد. وذكرت صحيفة "لاتريبون" الاقتصادية الفرنسية اليومية في عدد الأمس أن مجموعة المنجم اقترحت المساهمة في رأس مال المجمع الفرنسي بنسبة 25 في المئة علما أن صاحب المجمع الفرنسي يملك اليوم 80 في المئة من رأس ماله بينما تملك مجموعة "بي إن بي باريبا" المصرفية ما تبقى من رأس المال الحالي أي 20 في المئة. وعلمت "الرياض" من مصادر مطلعة في وزارة الزراعة الفرنسية أن هذه المفاوضات قد قطعت خطوات هامة، وأن هناك توافقا بين مختلف أطراف الملف على ضرورة إعداد خطة ستنظر فيها مبدئيا إحدى المحاكم التجارية الفرنسية في نهاية الشهر الجاري وتقرر على إثرها ما إذا كانت مبادرة مجموعة المنجم قادرة على السماح للمجمع الفرنسي بتفادي الإفلاس. وأكدت المصادر ذاتها أن هناك قناعة لدى كل الأطراف بأن المشروع السعودي لا يرمي إلى إنقاذ المجمع الفرنسي من الإفلاس فحسب بل إلى تطويره وجعله من أفضل المجمعات العالمية المتخصصة في منتجات الدواجن ذات الجودة العالية. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة المنجم تعد حتى الآن من أهم حرفاء المجمع الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط والخليج، وأن أزمة المجمع الفرنسي الذي بلغ رقم مبادلاته العام الماضي 650 مليون يورو متعددة الأسباب منها المنافسة الشديدة على صادرات لحوم الدواجن الأوروبية، وتلك التي تصدرها بلدان أمريكا اللاتينية وبخاصة البرازيل. ففي دول الاتحاد الأوروبي كانت فرنسا ولاتزال في صدارة البلدان التي تصدر لحوم الدواجن الطازجة والمجمدة ومواد الصناعات الغذائية التي تقوم على قطاع تربية الدواجن. ولكن بلدانا أوروبية أخرى منها ألمانيا بدأت تفرض نفسها شيئا فشيئا على السوق الأوروبية والعالمية لاسيما عبر كلفة أقل وجودة أفضل. وكانت الشركات الفرنسية المتخصصة في تربية الدواجن وتصنيع لحومها بهدف تصديرها تستطيع الثبات أمام هذه المنافسة بسبب المساعدات التي كانت تتلقاها من المفوضية الأوروبية شأنها في ذلك شأن الشركات التابعة لبلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى والمتخصصة في تصدير لحوم الدواجن. ولكن هذه المساعدات قطعت في شهر يوليو الماضي. وأما البرازيل التي استطاعت خلال السنوات العشر الأخيرة من فرض نفسها كأحد الأطراف الأساسية المتحكمة في سوق لحوم الدواجن ومواد الصناعات الغذائية المتصلة بالقطاع والمعدة للتصدير فإنها استغلت مؤخرا خفض قيمة عملتها للضغط مجددا على بلدان أخرى تنافسها في القطاع ومنها فرنسا من خلال رفع كميات صادراتها. وأمام كل هذه الأسباب اضطر مجمع "دو" الفرنسي إلى إغلاق شركة متخصصة في إنتاج اللحم الطازج والتي هي واحدة من شركاته ال 23 وتسريح ألف عامل، ويملك المجمع اليوم خمسة مواقع للإنتاج وثلاثة محاضن ومصنعين لإنتاج الأغذية التي لديها صلة بلحوم الدواجن. ويشغل المجمع قرابة 2400 عامل.